معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٞ مَّعۡلُومٞ} (4)

قوله تعالى : { وما أهلكنا من قرية } ، أي : من أهل قرية ، { إلا ولها كتاب معلوم } ، أي : أجل مضروب لا يتقدم عليه ، ولا يأتيهم العذاب حتى يبلغوه ، ولا يتأخر عنهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٞ مَّعۡلُومٞ} (4)

{ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ } كانت مستحقة للعذاب { إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ } مقدر لإهلاكها .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٞ مَّعۡلُومٞ} (4)

وإن سنة الله لماضية لا تتخلف ؛ وهلاك الأمم مرهون بأجلها الذي قدره الله لها ؛ مترتب على سلوكها الذي تنفذ به سنة الله ومشيئته :

( وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ، ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ) .

فلا يغرنهم تخلف العذاب عنهم فترة من الوقت ، فإنما هي سنة الله تمضي في طريقها المعلوم . ولسوف يعلمون .

وذلك الكتاب المعلوم والأجل المقسوم ، يمنحه الله للقرى والأمم ، لتعمل ، وعلى حسب العمل يكون المصير . فإذا هي آمنت وأحسنت وأصلحت وعدلت مد الله في أجلها ، حتى تنحرف عن هذه الأسس كلها ، ولا تبقى فيها بقية من خير يرجى ، عندئذ تبلغ أجلها ، وينتهي وجودها ، إما نهائيا بالهلاك والدثور ، وإما وقتيا بالضعف والذبول .

ولقد يقال : إن أمما لا تؤمن ولا تحسن ولا تصلح ولا تعدل . وهي مع ذلك قوية ثرية باقية . وهذا وهم . فلا بد من بقية من خير في هذه الأمم . ولو كان هو خير العمارة للأرض ، وخير العدل في حدوده الضيقة بين أبنائها ، وخير الإصلاح المادي والإحسان المحدود بحدودها . فعلى هذه البقية من الخير تعيش حتى تستنفدها فلا تبقى فيها من الخير بقية . ثم تنتهي حتما إلى المصير المعلوم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَآ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٞ مَّعۡلُومٞ} (4)

ومعنى قوله : { وما أهلكنا من قرية } الآية ، أي لا تستبطئن هلاكهم فليس قرية مهلكة إلا بأجل وكتاب معلوم محدود . والواو في قوله : { ولها } هو واو الحال .

وقرأ ابن أبي عبلة «إلا لها » بغير واو . وقال منذر بن سعيد : هذه الواو هي التي تعطي أن الحالة التي بعدها في اللفظ هي في الزمن قبل الحالة التي قبل الواو{[7131]} ، ومنه قوله : { حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها }{[7132]} [ الزمر : 73 ] وباقي الآية بين .


[7131]:للعلماء في هذه الواو آراء كثيرة، ذكر ابن عطية رأيين، وقال الفراء: يجوز هذا التعبير بالواو وبدون الواو، فكل اسم نكرة جاء خبره بعد إلا والكلام في النكرة تام فافعل ذلك بصلتها بعد إلا، فإن كان الذي وقع على النكرة ناقصا فلا يكون إلا بطرح الواو، قال الشاعر: إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن سراج لنا إلا ووجهك أنور فلو قيل: إلا وجهك أنور جاز، وقال الآخر: وما مس كفي من يد طاب ريحها من الناس إلا ريح كفيك أطيب وقال الزمخشري: الجملة واقعة صفة لـ[قرية]، والقياس ألا تتوسط الواو بينهما، كما في قوله تعالى: {و ما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون}، وإنما توسطت لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف، ووافقه على ذلك أبو البقاء. وعقب على قول كل منهما أبو حيان الأندلسي فقال: وهذا الذي قاله الزمخشري، وتبعه فيه أبو البقاء لا نعلم أحدا قاله من النحويين، قال الأخفش: لا يفصل بين الصفة والموصوف ب"إلا".
[7132]:من الآية (73) من سورة (الزمر).