معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

{ فوقاهم الله شر ذلك اليوم } الذي يخافون ، { ولقاهم نضرةً } حسناً في وجوههم ، { وسروراً } في قلوبهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

{ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ } فلا يحزنهم الفزع الأكبر ، وتتلقاهم الملائكة [ هذا يومكم الذي كنتم توعدون ] .

{ وَلَقَّاهُمْ } أي : أكرمهم وأعطاهم { نَضْرَةً } في وجوههم { وَسُرُورًا } في قلوبهم ، فجمع لهم بين نعيم الظاهر والباطن .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ) . .

يعجل السياق بذكر وقايتهم من شر ذلك اليوم الذي كانوا يخافونه ، ليطمئنهم في الدنيا وهم يتلقون هذا القرآن ويصدقونه ! ويذكر أنهم تلقوا من الله نضرة وسرورا ، لا يوما عبوسا قمطريرا . جزاء وفاقا على خشيتهم وخوفهم ، وعلى نداوة قلوبهم ونضرة مشاعرهم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

قال الله تعالى : { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا } وهذا من باب التجانس البليغ ، { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ } أي : آمنهم مما خافوا منه ، { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً } أي : في وجوههم ، { وَسُرُورًا } أي : في قلوبهم . قاله الحسن البصري ، وقتادة ، وأبو العالية ، والربيع بن أنس . وهذه كقوله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ } [ عبس : 38 ، 39 ] . وذلك أن القلب إذا سُرَّ استنار الوجه ، قال كعب بن مالك في حديثه الطويل : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ ، استنار وجهه حتى كأنه قطعة{[29597]} قَمَر{[29598]} وقالت عائشةُ : دخل عَلَيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا تَبرُقُ أسَاريرُ وَجْهه{[29599]} . الحديث .


[29597]:- (1) في م: "كأنه فلقة".
[29598]:- (2) حديث توبة كعب بن مالك في صحيح البخاري برقم (3951، 4673)، وفي صحيح مسلم برقم (2769)، وتقدم عند تفسير الآية: 118 من سورة "التوبة".
[29599]:- (3) حديث عائشة في لحاق أسامة بأبيه زيد. رواه البخاري في صحيحه برقم (3555)، ومسلم في صحيحه برقم (1459).
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

وقوله : فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلكَ اليَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورا يقول جلّ ثناؤه : فدفع الله عنهم ما كانوا في الدنيا يحذرون من شرّ اليوم العبوس القمطرير بما كانوا في الدنيا يعملون مما يرضى عنهم ربهم ، لقّاهم نضرة في وجوههم ، وسرورا في قلوبهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وسُرُورا قال : نَضْرة في الوجوه ، وسرورا في القلوب .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورا نضرة في وجوههم ، وسرورا في قلوبهم .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورا قال : نعمة وسرورا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

فوقاهم الله شر ذلك اليوم بسبب خوفهم وتحفظهم عنه ولقاهم نضرة وسرورا بدل عبوس الفجار وحزنهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

وقرأ الجمهور «فوقَاهم » بتخفيف القاف . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع «فوقّاهم » بشد القاف . و «النضرة » جمال البشرة ، وذلك لا يكون إلا مع فرح النفس وقرة العين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

فشكر الله أمرهم، فقال: {فوقاهم الله شر ذلك اليوم} يعني يوم القيامة شر جهنم.

{ولقاهم نضرة وسرورا} نضرة في الوجوه وسرورا في القلوب.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فدفع الله عنهم ما كانوا في الدنيا يحذرون من شرّ اليوم العبوس القمطرير بما كانوا في الدنيا يعملون مما يرضى عنهم ربهم، لقّاهم نضرة في وجوههم، وسرورا في قلوبهم. قال ابن زيد، في قوله:"وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورا "قال: نعمة وسرورا.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{فوقاهم الله شر ذلك اليوم} فجائز أن تكون الوقاية منصرفة إلى الموعود في ذلك اليوم من العقوبة والنكال لا أن يكونوا وقوا من هول ذلك اليوم، فلا يرون الجحيم ولا أهوالها.

وجائز أن يكون وقاهم عما كانوا يخافون من التبعة لدى الحساب كقوله تعالى: {إني ظننت أني ملاق حسابيه} [الحاقة: 20] فكأنهم يخافون على أنفسهم المناقشة في الحساب؛ فإذا رأوا سيئاتهم مغفورة وحسناتهم متقبلة سروا بذلك، ووقوا شره.

وجائز أن يكونوا أومنوا من أهوال القيامة وأفزاعها حين نشروا من القبور، وتلقتهم الملائكة بالبشارة كما قال: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء: 101].

{ولقاهم نضرة وسرورا} فالسرور عبارة عن انتفاء الحزن عنهم، والنضرة أثر كل نعيم.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

وفي النضرة ثلاثة أوجه:

أحدها: أنها البياض والنقاء، قاله الضحاك.

الثاني: أنها الحسن والبهاء، قاله ابن جبير.

الثالث: أنها أثر النعمة، قاله ابن زيد.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{ولقاهم نَضْرَةً وَسُرُوراً} أي: أعطاهم بدل عبوس الفجار وحزنهم نضرة في الوجوه وسروراً في القلوب، وهذا يدل على أنّ اليوم موصوف بعبوس أهله.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أنه تعالى لما حكى عنهم أنهم أتوا بالطاعات لغرضين: طلب رضا الله والخوف من القيامة، بين في هذه الآية أنه أعطاهم هذين الغرضين، أما الحفظ من هول القيامة، فهو المراد بقوله: {فوقاهم الله شر ذلك اليوم} وسمى شدائدها شرا توسعا على ما علمت، واعلم أن هذه الآية أحد ما يدل على أن شدائد الآخرة لا تصل إلا إلى أهل العذاب. وأما طلب رضاء الله تعالى فأعطاهم بسببه نضرة في الوجه وسرورا في القلب.

الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي 875 هـ :

والنضرة: جمال البشرة وذلك لا يكون إلاَّ مع فرح النفس وقرة العين.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان فعلهم هذا خالصاً لله، سبب عنه جزاءهم فقال مخبراً أنه دفع عنهم المضار وجلب لهم المسار: {فوقاهم الله} أي الملك الأعظم بسبب خوفهم {شر ذلك اليوم} أي العظيم، وأشار إلى نعيم الظاهر بقوله: {ولقّاهم} أي تلقية عظيمة فيه وفي غيره {نضرة} أي حسناً ونعمة تظهر على وجوههم وعيشاً هنيئاً، وإلى نعيم الباطن بقوله: {وسروراً} أي دائماً في قلوبهم في مقابلة خوفهم في الدنيا وعبوس الكفار في الآخرة وخزيهم.