اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

قوله : { فَوَقَاهُمُ الله شَرَّ ذَلِكَ اليوم } . أي : دفع عنهم بأس ذلك اليوم وشدته وعذابه .

وقرأ{[58885]} أبو جعفر : «فوقَّاهم الله » بتشديد القاف على المبالغة .

واعلم أنه - تعالى - لما حكى عنهم أنهم أتوا بالطاعات لغرضين : لأجل رضا الله تعالى والخوف من القيامة ، بيّن هنا أنه أعطاهم هذين الغرضين وهو أنه حفظهم من أهوال القيامة ، وهو قوله جل ثنائه { فَوَقَاهُمُ الله شَرَّ ذَلِكَ اليوم } وأما طلبهم رضا الله فأعطاهم الله بسببه «نُضْرةً » في الوجه ، أي : حسناً ، حين رأوه ، «وسروراً » في القلب قال الضحاك : النضرة : البياض والنقاء{[58886]} .

وقال ابن جبير : الحسن والبهاء{[58887]} .

وقال ابن زيد : أثر النعمة{[58888]} .


[58885]:ينظر: المحرر الوجيز 5/411، والبحر المحيط 8/388.
[58886]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/167) والقرطبي (19/89).
[58887]:ينظر المصدر السابق.
[58888]:ينظر المصدر السابق.