مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

قوله تعالى : { فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا } اعلم أنه تعالى لما حكى عنهم أنهم أتوا بالطاعات لغرضين طلب رضا الله والخوف من القيامة بين في هذه الآية أنه أعطاهم هذين الغرضين ، أما الحفظ من هول القيامة ، فهو المراد بقوله : { فوقاهم الله شر ذلك اليوم } وسمى شدائدها شرا توسعا على ما علمت ، واعلم أن هذه الآية أحد ما يدل على أن شدائد الآخرة لا تصل إلا إلى أهل العذاب ، وأما طلب رضاء الله تعالى فأعطاهم بسببه نضرة في الوجه وسرورا في القلب ، وقد مر تفسير { ولقاهم } في قوله : { ويلقون فيها تحية } وتفسير النضرة في قوله : { وجوه يومئذ ناضرة } والتنكير في { سرورا } للتعظيم والتفخيم .