معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ} (102)

{ وكذلك } ، وهكذا ، { أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } ، أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، ثنا محمد بن إسماعيل ، ثنا صدقة بن الفضل ، أنبأنا أبو معاوية ، أنبأنا يزيد بن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " ، قال : ثم قرأ { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة } الآية .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ} (102)

{ 102 ْ } { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ْ }

أي : يقصمهم بالعذاب ويبيدهم ، ولا ينفعهم ، ما كانوا يدعون ، من دون الله من شيء .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ} (102)

100

( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ) . . .

كذلك الذي قصصناه عليك ، وبمثل هذا الدمار والنكال يأخذ ربك القرى حين يأخذها وهي ظالمة

ظالمة : مشركة حين تدين لغير الله بالربوبية ، وظالمة لنفسها بالشرك والفساد في الأرض والإعراض عن دعوة التوحيد والصلاح . وقد ساد فيها الظلم وسيطر الظالمون .

( إن أخذه أليم شديد ) . .

بعد الإمهال والمتاع والابتلاء ، وبعد الإعذار بالرسل والبينات ، وبعد أن يسود الظلم في الأمة ويسيطر الظالمون . ويتبين أن دعاة الحق المصلحين قلة منعزلة لا تأثير لها في حياة الجماعة الظالمة السادرة في الضلال . . ثم . . بعد أن تفاصل العصبة المؤمنة قومها السادرين في الضلال ؛ وتعتبر نفسها أمة وحدها لها دينها ولها ربها ولها قيادتها المؤمنة ولها ولاؤها الخاص فيما بينها . وتعلن الأمة المشركة من قومها بهذا كله ، وتدعها تلاقي مصيرها الذي يقدره الله لها . وفق سنته التي لا تتخلف على مدار الزمان .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ} (102)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىَ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } .

يقول تعالى ذكره : وكما أخذت أيها الناس أهل هذه القرى التي اقتصصت عليك نبأ أهلها بما أخذتهم به من العذاب ، على خلافهم أمري ، وتكذيبهم رسلي ، وجحودهم آياتي ، فكذلك أخذي القرى وأهلها ، إذا أخذتهم بعقابي ، وهم ظلمة لأنفسهم بكفرهم بالله ، وإشراكهم به غيره ، وتكذيبهم رسله . { إنّ أخْذهُ ألِيمٌ } ، يقول : إن أخذ ربكم بالعقاب من أخذه أليم ، يقول : موجع شَدِيدٌ الإيجاع ، وهذا أمر من الله تحذير لهذه الأمة أن يسلكوا في معصيته طريق من قبلهم من الأمم الفاجرة ، فيحلّ بهم ما حلّ بهم من المثلات . كما :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن يزيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ الله يُمْلي » ، وربما قال : «يُمْهِلُ للظّالم ، حَتّى إذَا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ » ، ثم قرأ : { وكذلك أخْذُ ربّك إذَا أخَذ القُرى وهِي ظالِمَةٌ } .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : إن الله حذّر هذه الأمة سطوته بقوله : { وكذلك أخْذُ رَبّكَ إذَا أخَذَ القُرَى وَهِيَ ظالِمَةٌ إنّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ } .

وكان عاصم الجحدري يقرأ ذلك : { وكذلكَ أخْذُ رَبّكَ إذْ أخَذَ القُرَى وَهِيَ ظالِمَةٌ } . وذلك قراءة لا أستجيز بها ، لخلافها مصاحف المسلمين وما عليه قرأة الأمصار .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ} (102)

{ وكذلك } ومثل ذلك الأخذ . { أخذ ربك } وقرئ { أخذ ربك } بالفعل وعلى هذا يكون محل الكاف النصب على المصدر . { إذا أخذ القرى } أي أهلها وقرئ " إذ " لأن المعنى على المضي . { وهي ظالمة } حال من { القرى } وهي في الحقيقة لأهلها لكنها لما أقيمت مقامه أجريت عليها ، وفائدتها الإشعار بأنهم أخذوا بظلمهم وإنذار كل ظالم ظلم نفسه ، أو غيره من وخامة العاقبة . { إن أخذه أليم شديد } وجيع غير مرجو الخلاص منه ، وهو مبالغة في التهديد والتحذير .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ} (102)

وقوله { وكذلك } الإشارة إلى ما ذكر من الأحداث في الأمم ، وهذه آية وعيد تعم قرى المؤمنين ، فإن { ظالمة } أعم من كافرة ، وقد يمهل الله تعالى بعض الكفرة ، وأما الظلمة - في الغالب فمعاجلون ، أما أنه يملي لبعضهم ، وفي الحديث -من رواية أبي موسى - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته » ثم قرأ : { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة } الآية{[6504]} .

وقرأ أبو رجاء العطاردي وعاصم الجحدري «ربُّك إذا أخذ القرى »{[6505]} ، والجمهور الأعظم : { إذا أخذ القرى } ، وأنحى الطبري على قراءة عاصم هذه{[6506]} ، وقرأ طلحة بن مصرف كذلك ، وهي قراءة متمكنة المعنى ولكن قراءة الجماعة تعطي بقاء الوعيد واستمراره في الزمان ، وهو الباب في وضع المستقبل موضع الماضي .


[6504]:- رواه البخاري في التفسير، ومسلم في البر، والترمذي في التفسير، وابن ماجة في الفتن، ولفظه في البخاري عن أبي موسى كما رواه هنا ابن عطية.
[6505]:- اختلفت النسخ الأصلية في كتابه الآية طبقا لهذه القراءة، وقد صوبناها بالرجوع إلى تفسير الطبري، والقرطبي، والبحر المحيط، وكتب القراءات، وهي: {وكذلك أخذ ربك إذ أخذ} على أن [أخذ] فعل ماض، و[ربك] فاعل مرفوع، و[إذ] بدلا من [إذا]، وقال القرطبي: وعن الجحدري أيضا: {وكذلك أخذ ربك إذ} كقراءة الجماعة ولكن بـ [إذ] بدلا من [إذا].
[6506]:- قال الطبري: "وذلك قراءة لا أستجير القراءة بها لخلافها مصاحف المسلمين، وما عليه قرأه الأمصار"، (راجع تفسير الطبري 12-114). وإلى ذلك يشير ابن عطية بكلامه هنا.