قوله تعالى : { وَكَذلِكَ } : خبرٌ مقدم ، و " أَخْذُ " مبتدأ مؤخر ، والتقدير : ومثْلُ ذلك الأَخْذِ اللَّهِ الأمم السالفة أَخْذُ ربك . و " إذا " ظرف مُتَمَحِّض ، ناصبُه المصدر قبله وهو قريبٌ مِنْ حكاية الحال ، والمسألةُ من باب التنازع فإنَّ الأَخْذَ يَطْلب " القرى " ، و " أَخَذَ " الفعل أيضاً يطلبها ، وتكون المسألة من إعمال الثاني للحذف من الأول .
وقرأ أبو رجاء والجحدري : " أَخَذ ربك ، إذ أَخَذَ " جَعَلَهما فعلين ماضيين ، و " ربُّك " فاعل . وقرأ طلحة بن مصرف كذلك ، إلا أنه ب " إذا " كالعامَّة قال ابن عطية : " وهي قراءةٌ متمكنة المعنى ، ولكن قراءة الجماعة تُعْطي الوعيد واستمراره في الزمان ، وهو الباب في وَضْع المستقبل مَوْضِعَ الماضي " .
وقوله : { وَهِيَ ظَالِمَةٌ } جملةٌ حالية .
والتَّتْبيب : التَّخْسيرُ يقال : تَبَّبَ غيرُه فتبَّ هو بنفسه ، فيُستعمل لازماً ومتعدياً ، ومنه { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } [ المسد : 1 ] . وتبَّبْتُه تَتْبِيباً ، أي : خَسَّرْته تخسيراً . قال لبيد :
2706 - ولقد بَلِيْتُ وكلُّ صاحبِ جِدَّةٍ *** لِبِلىً يعودُ وذاكمُ التَّتْبيبُ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.