{ 17-18 } { رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
أي : هو تعالى رب كل ما أشرقت عليه الشمس والقمر ، والكواكب النيرة ، وكل ما غربت عليه ، [ وكل ما كانا فيه ] فهي تحت{[950]} تدبيره وربوبيته ، وثناهما هنا لإرادة العموم مشرقي الشمس شتاء وصيفا ، ومغربها كذلك{[951]} .
القول في تأويل قوله تعالى : { رَبّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاّ يَبْغِيَانِ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تِكَذّبَانِ } .
يقول تعالى ذكره : ذلكم أيها الثقلان رَبّ المَشْرِقَينِ يعني بالمشرقين : مشرق الشمس في الشتاء ، ومشرقها في الصيف .
وقوله : وَرَبّ المَغْرِبَينِ يعني : وربّ مغرب الشمس في الشتاء ، ومغربها في الصيف . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا يعقوب القمي ، عن جعفر ، عن ابن أبزى ، قوله : رَبّ المَشْرقَينِ وَرَبّ المَغْرِبَينِ قال : مشارق الصيف ومغارب الصيف ، مشرقان تجري فيهما الشمس ستون وثلاث مئة في ستين وثلاث مئة بُرْج ، لكلّ برج مطلع ، لا تطلع يومين من مكان واحد . وفي المغرب ستون وثلاث مئة برج ، لكل برج مغيب ، لا تغيب يومين في برج .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : رَبّ المَشْرِقَينِ وَرَبّ المَغْرِبَينِ قال : مشرق الشتاء ومغربه ، ومشرق الصيف ومغربه .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : رَبّ المَشْرِقَينِ وَرَبّ المَغْرِبَينِ فمشرقها في الشتاء ، ومشرقها في الصيف .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، قال : حدثنا أبو العوّام ، عن قتادة قوله : رَبّ المَشْرِقَينِ وَرَبّ المَغْرِبَينِ قال : مشرق الشتاء ومغربه ، ومشرق الصيف ومغربه .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : رَبّ المَشْرِقَينِ وَرَبّ المَغْرِبَينِ قال : أقصر مشرق في السنة ، وأطول مشرق في السنة وأقصر مغرب في السنة ، وأطول مغرب في السنة .
وخص ذكر { المشرقين والمغربين } بالتشريف في إضافة الرب إليهما لعظمهما في المخلوقات وأنهما طرفا آية عظيمة وعبرة وهي الشمس وجريها . وحكى النقاش أن { المشرقين } مشرقا الشمس والقمر ، { والمغربين } كذلك على ما في ذلك من العبر ، وكل متجه ، ومتى وقع ذكر المشرق والمغرب فهي إشارة إلى الناحيتين بجملتهما ، ومتى وقع ذكر المشارق والمغارب فهي إشارة إلى تفصيل مشرق كل يوم ومغربه ، ومتى ذكر المشرقان والمغربان ، فهي إشارة إلى نهايتي المشارق والمغارب ، لأن ذكر نهايتي الشيء ذكر لجميعه . قال مجاهد : هو مشرق الصيف ومغربه ، ومشرق الشتاء ومغربه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.