اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَيۡنِ} (17)

قوله تعالى : { رَبُّ المشرقين وَرَبُّ المغربين } .

العامة على رفعه .

وفيه ثلاثة أوجه{[54396]} :

أحدهما : أنه مبتدأ ، خبره { مَرَجَ البحرين } ، وما بينهما اعتراض .

الثاني : أنه خبر مبتدأ مضمر ، أي : «هُو ربُّ » أي : ذلك الذي فعل هذه الأشياء .

الثالث : أنه بدل من الضمير في «خلق » .

وابن أبي عبلة{[54397]} : «ربّ » بالجر ، بدلاً أو بياناً ل «ربّكما » .

قال مكي{[54398]} : ويجوز في الكلام الخفض على البدل من «ربكما » ، كأنه لم يطلع على أنها قراءة منقولة .

و«المشرقان » : قيل : مشرقا الشتاء والصيف ومغرباهما .

وقيل : مشرقا الشمس والقمر ومغرباهما{[54399]} ، وذكر غاية ارتفاعهما ، وغاية انحطاطهما إشارة إلى أن الطرفين يتناول ما بينهما كقولك في وصف ملك عظيم : ( له المشرق والمغرب ) فيفهم منه أن له ما بينهما{[54400]} .

ويؤيده قوله تعالى : { بِرَبِّ المشارق والمغارب } [ المعارج : 40 ] .


[54396]:ينظر الدر المصون 6/239.
[54397]:ينظر: الكشاف 4/445، والبحر المحيط 8/189 وزاد أبو حيان نسبتها إلى أبي حيوة وينظر الدر المصون 6/239.
[54398]:الدر المصون 6/239.
[54399]:ينظر: الدر المصون 6/239.
[54400]:ينظر: الرازي 29/88.