معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

{ لأخذنا منه باليمين } قيل " من " صلة ، مجازه : لأخذناه وانتقمنا منه باليمين أي بالحق ، كقوله : { كنتم تأتوننا عن اليمين }( الصافات- 28 ) أي : من قبل الحق . وقال ابن عباس : لأخذناه بالقوة والقدرة . قال الشماخ يمدح عرابة ملك اليمن :

إذا ما راية رفعت لمجد*** تلقاها عرابة باليمين

أي بالقوة ، عبر عن القوة باليمين ، لأن قوة كل شيء في ميامنه . وقيل : معناه لأخذنا بيده اليمنى ، وهو مثل معناه : لأذللناه ، وأهناه ، كالسلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه ، يقول لبعض أعوانه : خذ بيده فأقمه .

   
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

{ لأَخَذْنَا مِنْهُ باليمين } أى : لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه ، وهو كناية عن إذلاله وإهانته .

أو : لأخذناه بالقوة والقدر ، وعبر عنهما باليمين ، لأن قوة كل شئ فى ميامنه .

والمقصود بالجملة الكريمة : التهويل من شأن الأخذ ، وأنه أخذ شديد سريع لا يملك معه تصرفا أو هربا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

وفي النهاية يجيء ذلك التهديد الرعيب ، لمن يفتري على الله في شأن العقيدة وهي الجد الذي لا هوادة فيه . يجيء لتقرير الإحتمال الواحد الذي لا احتمال غيره ، وهو صدق الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] وأمانته فيما أبلغه إليهم أو يبلغه . بشهادة أن الله لم يأخذه أخذا شديدا . كما هو الشأن لو انحرف أقل انحراف عن أمانة التبليغ :

( ولو تقول علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين . فما منكم من أحد عنه حاجزين ) . .

ومفاد هذا القول من الناحية التقريرية أن محمدا [ صلى الله عليه وسلم ] صادق فيما أبلغهم . وأنه لو تقول بعض الأقاويل التي لم يوح بها إليه ، لأخذه الله فقتله على هذا النحو الذي وصفته الآيات . ولما كان هذا لم يقع فهو لا بد صادق .

هذه هي القضية من الناحية التقريرية . . ولكن المشهد المتحرك الذي ورد فيه هذا التقرير شيء آخر ، يلقي ظلالا بعيدة وراء المعنى التقريري . ظلالا فيها رهبة وفيها هول . كما أن فيها حركة وفيها حياة . ووراءها إيحاءات وإيماءات وإيقاعات !

فيها حركة الأخذ باليمين وقطع الوتين . وهي حركة عنيفة هائلة مروعة حية في الوقت ذاته . ووراءها الإيحاء بقدرة الله العظيمة وعجز المخلوق البشري أمامها وضعفه . . البشر أجمعين . . كما أن وراءها الإيماء إلى جدية هذا الأمر التي لا تحتمل تسامحا ولا مجاملة لأحد كائنا من كان . ولو كان هو محمد الكريم عند الله الأثير الحبيب . ووراءها بعد هذا كله إيقاع الرهبة والهول والخشوع !

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

لأخذنا منه باليمين بيمينه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

وقوله تعالى : { لأخذنا منه باليمين } اختلف في معناه ، فقال ابن عباس : { باليمين } ، بالقوة{[11301]} ومعناه : لنلنا منه عقابه بقوة منا ، أو يكون المعنى : لنزعنا قوته ، وقال آخرون : هي عبارة عن الهوان ، كما يقال لمن يسجن{[11302]} أو يقام لعقوبة قد أخذ بيده وبيمينه .


[11301]:ومنه قول الشماخ بن ضرار: إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين
[11302]:في بعض النسخ: "لمن يسخر".