الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

}لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ } قيل : من صلة مجازه : لعاقبناه وانتقمنا منه بالحق كقوله :

{ قَالُواْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ } [ الصافات : 28 ] أي من قبل الحق .

وقال ابن عباس : لأخذناه بالقوة والقدرة ، كقول الشاعر :

إذا ما راية رفعت لمجد *** تلقّاها غرابة باليمن

وقيل : معناه لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه ، وهو مثل معناه لأذللناه وأهناه ، وهذا كقوله : ذي السلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه ، واهانته لبعض أعوانه ، خذ بيده فاقمه ، واعتمد ابن جرير هذا التأويل .