اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

{ لأخذْنَا مِنْهُ باليَميْنِ } أي : لأخذناه بالقوة ، و «الباء » يجوز أن تكون على أصلها غير مزيدة ، والمعنى لأخذناه بقوة منا ف «الباء » حالية ، والحالُ من الفاعل ، وتكون «من » في حكم الزائدةِ ، واليمينُ هنا مجاز عن القوة والغلبة ؛ لأن قوة كل شيء في ميامنه .

قال القتبي : وهو معنى قول ابن عباس ومجاهد .

ومنه قول الشماخ : [ الوافر ]

4854 - إذَا ما رايةٌ رُفِعتْ لمَجْدٍ***تلقَّاهَا عَرابَةُ باليَميْنِ{[57828]}

قال أبو جعفر الطبري{[57829]} : هذا الكلام مخرج مخرج الإذلال ، على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقب .

ويجوز أن تكون الباءُ مزيدةً ، والمعنى : لأخذنا يمينه ، والمراد باليمين الجارحة كما يفعل بالمقتول صبراً يؤخذ بيمينه ، ويضرب بالسَّيف ، في جيده موجهة ، وهو أشد عليه .

قال الحسن : لقطعْنَا يدهُ اليمنى{[57830]} .

وقال نفطويه : المعنى لقبضنا بيمينه عن التصرف .

وقال السدِّي ومقاتل : والمعنى : انتقمنا منه بالحقِّ ؛ واليمين على هذا بمعنى الحق ، كقوله تعالى : { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليمين }[ الصافات : 28 ] أي : من قبل الحق{[57831]} .


[57828]:تقدم.
[57829]:ينظر: تفسير الطبري 12/223.
[57830]:ذكره الماوردي (6/86) والقرطبي (18/179).
[57831]:ينظر المصدر السابق.