{ لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين } قال ابن جرير{[7225]} أي لأخذنا منه بالقوة منا والقدرة ثم لقطعنا منه نياط القلب وإنما يعني بذلك انه كان يعاجله بالعقوبة ولا يؤخره بها وقد قيل إن معنى قوله { لأخذنا منه باليمين } لأخذنا منه باليد اليمنى من يديه قال وإنما ذلك كقول ذي السلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه لبعض أعوانه خذ بيده فأقمه وافعل به كذا وكذا قالوا وكذلك معنى قوله { لأخذنا منه باليمين } أي لأهناه كالذي يفعل بالذي وصفنا حاله انتهى .
وقال الزمخشري المعنى لو ادعى علينا شيئا لم نقله لقتلناه صبرا كما يفعل الملوك بمن يتكذب عليهم معاجلة بالسخط والانتقام . فصور قتل الصبر بصورته ليكون أهول ، وهو أن يؤخذ بيده وتضرب رقبته وخص اليمين عن اليسار لأن القاتل إذا أراد أن يوقع الضرب في قفاه أخذ بيساره وإذا أراد أن يوقعه في جيده وأن يكفحه بالسيف وهو أشد على المصبور لنظره إلى السيف أخذ بيمينه . فمعنى { لأخذنا منه باليمين } لأخذنا بيمينه كما أن قوله { لقطعنا منه الوتين } لقطعنا وتينه وهذا بين انتهى .
وما قرره الزمخشري أبلغ في المراد وهو بيان المعاقبة بأشد العقوبة إذ على الأول يفوت التصوير والتفصيل والإجمال لأن قوله { باليمين } بعد { لأخذنا منه } بيان بعد الإبهام ويصير قوله { منه } زائدا من غير فائدة ، ويرتكب المجاز من غير فائدة أيضا كما في ( العناية ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.