بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ} (45)

{ لأخَذْنَا مِنْهُ باليمين } يعني : لعاقبناه . فأعلم الله تعالى أنه لا محاباة لأحد ، إذا عصاه بالقرآن ، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم . ومعنى قوله : { باليمين } يعني : بالقوة . وقال القتبي : إنما قام اليمين مقام القوة ، لأن قوة كل شيء في يمينه . ولأهل اللغة في هذا مذاهب أخر ، وهو قولهم إذا أرادوا عقوبة أحد ، فيقولون : خذ بيده ، وافعل به كذا وكذا . قال الله تعالى : لو كذب علينا لأمرنا بالأخذ بيده ثم عاقبناه . ويقال : { لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقاويل } معناه : لو زاد حرفاً واحداً على ما أوحيته إليه أو نقص ، لعاقبته . وكان هو أكرم الناس عليَّ . وفي الآية تنبيه لغيره ، لكيلا يغيروا شيئاً من كتاب الله تعالى ، ولا يتقولوا فيه شيئاً من ذات أنفسهم . ويقال : { باليمين } يعني : بالحق . ويقال : بالحجة .