معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

قوله تعالى : { قال } يعني يقول الله { لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد } القرآن وأنذرتكم وحذرتكم على لسان الرسول ، وقضيت عليكم ما أنا قاض .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

قال الله تعالى مجيبًا لاختصامهم : { لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ } أي : لا فائدة في اختصامكم{[833]}  عندي ، { و } الحال أني قد { قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ } أي : جاءتكم رسلي بالآيات البينات ، والحجج الواضحات ، والبراهين الساطعات ، فقامت عليكم حجتي ، وانقطعت حجتكم ، وقدمتم علي بما أسلفتم من الأعمال التي وجب جزاؤها .


[833]:- كذا في ب، وفي أ: خصامكم.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

{ قَالَ } أى : - الخالق - عز وجل { لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ } أى : لا تتنازعوا عندى فى هذا الموقف ، فإن التنازع لا فائدة فيه .

{ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بالوعيد } أى : والحال أنى قد حذرتكم على ألسنة رسلى من سوء عاقبة الكفر ، والآن لا مجال لهذا الاعتذار أو التخاصم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

وقوله : لا تَخْتَصِمُوا لَدَيّ يقول تعالى ذكره : قال الله لهؤلاء المشركين الذين وصف صفتهم ، وصفة قرنائهم من الشياطين لا تَخْتَصِمُوا لَدَيّ اليوم وَقَدْ قَدّمْتُ إلَيْكُمْ في الدنيا قبل اختصامكم هذا ، بالوعيد لمن كفر بي ، وعصاني ، وخالف أمري ونهي في كتبي ، وعلى ألسن رسلي . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عبد الله بن أبي زياد ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي بكر ، قال : حدثنا جعفر ، قال : سمعت أبا عمران يقول في قوله : وَقَدْ قَدّمْتُ إلَيْكُمْ بالوَعِيدِ قال : بالقرآن .

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : لا تَخْتَصِمُوا لَدَيّ قال : إنهم اعتذروا بغير عذر ، فأبطل الله حجتهم ، وردّ عليهم قولهم .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : لا تَخْتَصِمُوا لَدَيّ وَقَدْ قَدّمْتُ إلَيْكُمْ بالوَعِيدِ قال : يقول : قد أمرتكم ونهيتكم ، قال : هذا ابن آدم وقرينه من الجن .

حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، قال : قلت لأبي العالية لا تَخْتَصِمُوا لَدَيّ وَقَدْ قَدّمْتُ إلَيْكُمْ بالوَعِيدِ قال أبو جعفر الطبريّ : أحسبه قال : هم أهل الشرك ، وقال في آية أخرى ثُمّ إنّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبّكُمْ تَخْتَصِمُونَ فهم أهل القبلة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

{ قال } أي الله تعالى . { لا تختصموا لدي } أي في موقف الحساب فإنه لا فائدة فيه ، وهو استئناف مثل الأول . { وقد قدمت إليكم بالوعيد } على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسلي فلم يبق لكم حجة ، وهو حال تعليل للنهي أي { لا تختصموا } عالمين بأني أوعدتكم ، والباء مزيدة أو معدية على أن قدم بمعنى تقدم ، ويجوز أن يكون { بالوعيد } حالا .