غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

1

ثم ذكر كلاماً آخر مستأنفاً كأن سائلاً سأل فماذا قال الله ؟ فقيل : { قال لا تختصموا } وهذا هو الذي دل على أن ثمة مقاولة من الكافر لكنها طويت لدلالة الاختصام عليها والمعنى لا تختصموا في موقف الحساب { و } الحال أني { قد قدمت إليكم } وفيه أن اختصامهم كان يجب أن يكون قبل ذلك في الدنيا كما قال { إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوّاً } [ فاطر : 6 ] والباء في { بالوعيد } إما مزيدة أو للعتدية على أن قدّم بمعنى تقدّم أو هو حال والمفعول جملة . قال في الكشاف : فإن قلت : إن قوله { وقد قدّمت } حال من ضمير { لا تختصموا } فاجتماعهما في زمان واحد واجب وليس كذلك لأن التقديم في الدنيا والاختصام في الآخرة . قلت : معناه لا تختصموا وقد صح عندكم أني قدّمت إليكم بالوعيد وصحة ذلك عندهم في الآخرة . وأقول : لا حاجة إلى هذا التكلف والسؤال ساقط بدونه لأن مضيّ الماضي ثابت في أيّ حال فرض بعده .

/خ45