الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

ثم قال تعالى : { قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد } [ 28 ] .

( أي : قال لهما{[64836]} عز وجل ) لا تختصما إلي اليوم وقد{[64837]} قدمت إليكم في الدنيا بالوعيد على الكفر على لسان رسلي وكتبي .

قال ابن عباس : اعتذروا{[64838]} بغير عذر فأبطل الله حجتهم ورد عليهم قولهم{[64839]} ، وإنما قال لهم " لا تختصموا " ولم يتقدم إلا ذكر الاثنين ؛ لأن قلبه الأخبار عن جماعة في قوله : { كل كفار عنيد }{[64840]} ، وفي قوله : { وجاءت كل نفس }{[64841]} ، وبعده خطاب للجماعة في قوله : { وقد قدمت إليكم }{[64842]} .

فالمراد{[64843]} كل من اختصم مع قرينه ، فهم جماعة ليس المراد به اثنين فقط ، بل كل كافر اختصم مع قرينه ، ويجوز أن يكون جمع تختصموا ؛ لأن الاثنين جماعة والأول أبين .


[64836]:ع: "قال لهما الله".
[64837]:ساقط من ع.
[64838]:ع: "أعذروا".
[64839]:انظر: جامع البيان 26/105، وإعراب النحاس 4/229.
[64840]:ق: 24.
[64841]:ق: 21.
[64842]:ق:28.
[64843]:ع: "ما المراد به".