الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالَ لَا تَخۡتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدۡ قَدَّمۡتُ إِلَيۡكُم بِٱلۡوَعِيدِ} (28)

قوله : { قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ } : استئنافٌ أيضاً ، كأن قائلاً قال : فماذا قال اللَّهُ له ؟ فأُجيب ب " قال : لا تَخْتصموا " .

قوله : { وَقَدْ قَدَّمْتُ } جملةٌ حاليةٌ . ولا بُدَّ مِنْ تأويلِها . وذلك أنَّ النهيَ في الآخرةِ وتَقْدِمةَ الوعيدِ في الدنيا ، فاختلف الزمنان ، فكيف يَصِحُّ جَعْلُها حاليةً ؟ وتأويلها : هو أن المعنى وقد صَحَّ أني قَدََّمْتُ ، وزمانُ الصحةِ وزمانُ النهيِ واحدٌ ، و " قَدَّمْتُ " يجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى تَقَدَّمْتُ ، فتكون التاءُ للحال ، ولا بُدَّ من حَذْفِ مضافٍ أي : وقد تقدَّم قولي لكم مُلْتبساً بالوعيد . ويجوزُ أن يكونَ " قَدَّمْتُ " على حاله متعدِّياً ، والباءُ مزيدةٌ في المفعولِ أي : قَدَّمْتُ إليكم الوعيدَ .