معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ فَوۡجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (83)

قوله تعالى :{ ويوم نحشر من كل أمة فوجاً } أي : من كل قرن جماعة ، { ممن يكذبون بآياتنا } وليس من هاهنا للتبعيض ، لأن جميع المكذبين يحشرون ، { فهم يوزعون } يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا ثم يساقون إلى النار .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ فَوۡجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (83)

وقوله - سبحانه - : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } بيان إجمالى لحال المكذبين بالساعة عند قيامها ، بعد بيان بعض أشراطها .

والظرف متعلق بمحذوف . والحشر : الجمع ، قالوا والمراد بهذا الحشر : حشر الكافرين إلى النار ، بعد حشر الخلائق جميعها ، والفصل بينهم .

والفوج : يطلق فى الأصل على الجماعة التى تسير بسرعة ، ثم توسع فيه فصار يطلق على كل جماعة ، وإن لم يكن معها مرور أو إسراع .

وقوله : { يُوزَعُونَ } من الوزع . بمعنى الكف والمنع ، يقال : وزعه عن الشىء ، إذا كفه عنه ، ومنعه من غشيانه ، والوازع فى الحرب ، هو الموكل بتنظيم الصفوف ، ومنع الاضطراب فيها .

والمعنى : واذكر - أيها العاقل لتعتبر وتتعظ - يوم { نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ } من الأمم { فَوْجاً } .

أى : جماعة من الذين كانوا يكذبون فى الدنيا بآياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا { فَهُمْ يُوزَعُونَ } أى : فهم يقفون بين أيدينا ، داخرين صاغرين ، بحيث لا يتقدم أحد منهم على أحد ، وإنما يتحركون ويساقون إلى حيث نريد منهم ، ويتجمعون جميعا ليلقوا مصيرهم المحتوم .

وأفرد - سبحانه - هؤلاء المكذبين بالذكر . - مع أن الحشر يشمل الناس جميعا - لإبراز الحال السيئة التى يكونون عليها عندما يجمعون للحساب دون أن يشذ منهم أحد ، ودون أن يتحرك أولهم حتى يجتمع معه آخرهم . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ فَوۡجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (83)

يقول تعالى مخبرًا عن يوم القيامة ، وحشر الظالمين المكذبين{[22186]} بآيات الله ورسله إلى بين يدي الله ، عز وجل ، ليسألهم عما فعلوه في الدار الدنيا ، تقريعًا وتوبيخًا ، وتصغيرًا وتحقيرًا فقال : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا } أي : من كل قوم وقرن{[22187]} فوجًا ، أي : جماعة ، { مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا } ، كما قال تعالى : { احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ } [ الصافات : 22 ] ، وقال تعالى { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ } [ التكوير : 7 ] .

وقوله : { فَهُمْ يُوزَعُونَ } قال ابن عباس ، رضي الله عنهما : يدفعون . وقال قتادة : وَزَعَةٌ ترد{[22188]} أولهم على آخرهم . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : يساقون .


[22186]:- في ف ، أ : "الظالمين مع المكذبين".
[22187]:- في ف : "قرن وقوم".
[22188]:- في ف ، أ : "يرد".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ فَوۡجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (83)

انتصب { يوم } على تقدير ( اذكر ) فهو مفعول به ، أو على أنه ظرف متعلق بقوله { قال أكذبتم } مقدم عليه للاهتمام به . وهذا حشر خاص بعد حشر جميع الخلق المذكور في قوله تعالى بعد هذا { ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض } [ النمل : 87 ] وهو في معنى قوله تعالى { وامتازوا اليوم أيها المجرمون } [ يس : 59 ] فيحشر من كل أمة مكذبو رسولها .

والفوج : الجماعة من الناس . و { من } الداخلة على { كل أمة } تبعيضية وأما ( من ) الداخلة على { من يكذب } فيجوز جعلها بيانية فيكون فوج كل أمة هو جماعة المكذبين منها ، أي يحشر من الأمة كفارها ويبقى صالحوها . ويجوز جعل ( من ) هذه تبعيضية أيضاً بأن يكون المعنى إخراج فوج من المكذبين من كل أمة . وهذا الفوج هو زعماء المكذبين وأيمتهم فيكونون في الرعيل الأول إلى العذاب .

وهذا قول ابن عباس إذ قال : مثل أبي جهل والوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة يساقون بين يدي أهل مكة ، وكذلك يساق أمام كل طائفة زعماؤها . وتقدم تفسير { فهم يوزعون } في قصة سليمان من هذه السورة ( 17 ) .

والمعنى هنا : أنهم يزجرون إغلاظاً عليهم كما يفعل بالأسرى .