الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ فَوۡجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (83)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ويوم نحشر من كل أمة فوجا} يعني: زمرا {ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون} يعني: فهم يساقون إلى النار.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ويوم نجمع من كلّ قرن وملة "فوجا"، يعني جماعة منهم وزمرة "مِمّنْ يُكَذّبُ بآياتِنا "يقول: ممن يكذّب بأدلتنا وحججنا، فهو يحبس أوّلهم على آخرهم، ليجتمع جميعهم، ثم يساقون إلى النار... عن مجاهد، في قوله: "فَهُمْ يُوزَعُونَ" قال: يحبس أوّلهم على آخرهم...

عن قَتادة فَهُمْ يُوزَعُونَ قال: وزعة تردّ أولاهم على آخرهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا} يجمع القادة منهم والأتباع والمتبوعين، فيساقون إلى النار جميعا، كقوله: {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} الآية [الصافات: 22]...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{فَهُمْ يُوزَعُونَ} يحبس أوّلهم على آخرهم حتى يجتمعوا فيكبكبوا في النار. وهذه عبارة عن كثرة العدد وتباعد أطرافه، كما وصفت جنود سليمان بذلك. وكذلك قوله: {فَوْجاً} فإن الفوج الجماعة الكثيرة. ومنه قوله تعالى: {يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْوَاجاً} [النصر: 2].

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

المعنى واذكر يوم، وهذا تذكير بيوم القيامة و {نحشر} نجمع، و {من كل أمة} يريد من كل قرن من الناس متقدم، لأن كل عصر لم يخل من كفرة بالله من لدن تفرق بني آدم.

التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي 741 هـ :

{فهم يوزعون} أي: يساقون بعنف.

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

أي اذكر يوم نحشر، والحشر: الجمع على عنف.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان من فعل الدابة التمييز بين المؤمن والكافر بما لا يستطيعون دفعه، تلاه بتمييز كل فريق منهما عن صاحبه يجمعهم يوم القيامة في ناحية، وسوقهم من غير اختلاط بالفريق الآخر، فقال عاطفاً على العامل في "وإذا وقع القول ": {ويوم نحشر} أي نجمع -بما لنا من العظمة- على وجه الإكراه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

... وهذا حشر خاص بعد حشر جميع الخلق المذكور في قوله تعالى بعد هذا {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض} [النمل: 87] وهو في معنى قوله تعالى {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} [يس: 59] فيحشر من كل أمة مكذبو رسولها.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وأول من يجمع في هذا الموقف هم العتاة والجبابرة الذين تولوا تكذيب آيات الله، يحشرهم الله أولا أمام العامة يتقدمونهم ويسبقونهم إلى النار، كما قال سبحانه عن فرعون: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار... 98} (هود) فكما تقدمهم في الضلال في الدنيا يتقدمهم إلى النار في الآخرة، وحين يرى الضالون إمامهم في الضلال يقدمهم ينقطع أملهم في النجاة، فربما تعلقوا به في هذا الموقف ينتظرونه أن يخلصهم، لكن كيف وهو يسبقهم إلى هذا المصير؟... ومعنى {فهم يوزعون}... أي: يمنعون، والمراد يمنعون أن يسبق أولهم آخرهم بحيث يدخلون جميعا... التابع والمتبوع كلهم سواء في الذلة والمهانة، فربما حاول أحد العتاة أو الجبابرة أن يسبق حتى لا يراه تابعوه، فيفتضح أمره، فيؤخره الله ليفضحه على رؤوس الأشهاد.