اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ فَوۡجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (83)

قوله : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } ، أي من كل قرن جماعة . و { مِن كُلِّ أُمَّةٍ } يجوز أن يكون متعلقاً بالحشر ، و «مِنْ » لابتداء الغاية ، وأن يتعلق بمحذوف على أنه حال من «فَوْجاً » لأنه يجوز أن يكون صفة له في الأصل ، والفوج الجماعة كالقوم ، وقيدهم الراغب فقال : الجماعة المارة المسرعة{[39530]} . وكأن هذا هو الأصل ثم انطلق ، ولم يكن مرور ولا إسراع ، والجمع . أفواج وفووج . و «مِمَّن يُكَذِّبُ » صفة له ، و «مِنْ » في «مِنْ كُلِّ » تبعيضية ، وفي «مِمَّن يُكَذِّبُ » تبيينية{[39531]} .

قوله : «فَهُمْ يُوزَعُونَ » أي يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا ثم يساقون إلى النار ،


[39530]:المفردات في غريب القرآن 386.
[39531]:انظر الكشاف 3/153.