القرآن الكريم - فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تفسير سورة النمل

{وَيَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٖ فَوۡجٗا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمۡ يُوزَعُونَ} (83)

{ نحشر } نجمع ونسوق للعرض والحساب ، والحكم والجزاء .

{ فوجا } جماعة .

{ يوزعون } يدفعون ويساقون ، أو يحبس أولهم على آخرهم حتى يتلاحقوا ويجتمعوا .

{ ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون } أي : واذكر يا محمد للناس شيئا من أهوال اليوم الآخر وأحواله ، فسنجمع يوم الفصل من كل أمة من أمم الأنبياء عليهم السلام ومن أهل كل قرن من القرون جماعة كثيرة{[2964]} مكذبة بآياتنا التنزيلية وآياتنا التكوينية ، ويوقفون حتى يجمع أولهم على آخرهم ، يحبسون حتى يوقفوا بين يدي الله كل طائفة بإمامها

[2964]:نقل الألوسي عن الطبرسي قوله: واستدل بهذه الآية على الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية... إلى أن قال: الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق التأويل إليها، وإنما المعول عليه في ذلك إجماع الشيعة الإمامية.. ثم رد الألوسي: وأقول: أول من قال بالرجعة عبد الله بن سبأ، ولكن خصها بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتبعه جابر الجعفي في أول المائة الثانية فقال برجعة الأمير كرم الله تعالى وجهه أيضا.. ولما أتى القرن الثالث قرر أهله من الإمامية رجعة الأئمة كلهم وأعوانهم، وعينوا كذلك وقت ظهور المهدي، واستدلوا على ذلك بما رووه عن أئمة أهل البيت، والزيدية كافة منكرون لهذه الدعوى إنكارا شديدا، وقد رووها في كتبهم على وجه مستوفي بروايات عن أئمة أهل البيت أيضا تعارض روايات الأئمة المذكورة، والآيات المذكورة هنا لا تدل على الرجعة حسبما يزعمون.. وأيضا كيف تصح إرادة الرجعة منها وفي الآيات ما يأبى ذلك، منه قوله تعالى:).. قال رب ارجعون. لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها..(.. وبالجملة: القول بالرجعة حسبما تزعم الإمامية مما لا ينتهض عليه دليل.. وكأن ظلمة بغضهم للصحابة رضي الله تعالى عنهم حالت بينهم وبين أن يحيطوا علما بتلك فوقعوا فيما وقعوا فيه من الضلالات.

الآية السابقة الآية التالية