معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

قوله تعالى : { والبيت المعمور } بكثرة الغاشية والأهل ، وهو بيت في السماء السابعة حذاء العرش بحيال الكعبة يقال له : الصراح ، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يطوفون به ويصلون فيه ثم لا يعودون إليه أبداً .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

وقوله . { والبيت المعمور } هو بيت فى السماء السابعة تطوف به الملائكة بأمر الله - تعالى - .

قال ابن كثير : ثبت فى الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فى حديث الإسراء والمعراج ، بعد مجاوزته إلى السماء السابعة : " ثم رفع بى إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله فى كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة " .

وقيل المراد بالبيت المعمور هنا : البيت الحرام ، وسمى بذلك لأنه معمور بالحجاج والعمار ،

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء - بعد مجاوزته إلى السماء السابعة - : " ثم رفع بي {[27472]} إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه آخر ما عليهم " يعني : يتعبدون فيه ويطوفون ، كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم كذلك ذاك البيت ، هو كعبة أهل السماء السابعة ؛ ولهذا وجد إبراهيم الخليل ، عليه السلام ، مسندا ظهره إلى البيت المعمور ؛ لأنه باني الكعبة الأرضية ، والجزاء من جنس العمل ، وهو بحيال الكعبة ، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ، ويصلون إليه ، والذي في السماء الدنيا يقال له : بيت العزة . والله أعلم .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا روح بن جناح ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " في السماء السابعة بيت يقال له : " المعمور " ؛ بحيال الكعبة ، وفي السماء الرابعة نهر يقال له : " الحيوان " يدخله جبريل كل يوم ، فينغمس فيه انغماسة ، ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة ، يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور ، فيصلوا {[27473]} فيه فيفعلون ، ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدا ، ويولي عليهم أحدهم ، يؤمر أن يقف بهم من السماء موقفا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة " .

هذا حديث غريب جدا ، تفرد به روح بن جناح هذا ، وهو القرشي الأموي مولاهم أبو سعد الدمشقي ، وقد أنكر هذا الحديث عليه جماعة من الحفاظ منهم : الجوزجاني ، والعقيلي ، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، وغيرهم .

قال الحاكم : لا أصل له من حديث أبي هريرة ، ولا سعيد ، ولا الزهري {[27474]}

وقال ابن جرير : حدثنا هَنَّاد بن السُّريّ ، حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن {[27475]} عرعرة ، أن رجلا قال لعلي : ما البيت المعمور ؟ قال : بيت في السماء يقال له : " الضُّراح " وهو بحيال الكعبة من فوقها ، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ، لا{[27476]} يعودون فيه أبدا{[27477]}

وكذا رواه شعبة وسفيان الثوري ، عن سِمَاك وعندهما أن ابن الكواء هو السائل عن ذلك ، ثم رواه ابن جرير عن أبي كُرَيب ، عن طَلْق بن غنام ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن علي بن ربيعة قال : سأل ابن الكواء عليا عن البيت المعمور ، قال : مسجد في السماء يقال له : " الضُّراح " ، يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ، ثم لا يعودون فيه أبدا . ورواه من حديث أبي الطُّفَيْل ، عن علي بمثله .

وقال العَوْفي عن ابن عباس : هو بيت حذاء العرش ، تعمره الملائكة ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه ، وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والربيع بن أنس ، والسدي ، وغير واحد من السلف .

وقال قتادة : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه : " هل تدرون ما البيت المعمور ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة ، لو خر لخر عليها ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم " .

وزعم الضحاك أنه يعمره طائفة من الملائكة يقال لهم : الحِن {[27478]} ، من قبيلة إبليس {[27479]} ، فالله أعلم .


[27472]:- (1) في م: "لي".
[27473]:- (1) في م: "فيصلون".
[27474]:- (2) ورواه ابن عدي في الكامل (3/144) من طريق هشام بن عمار به، وقال: "سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: روح بن جناح ذكر عن الزهري حديثا معضلا في البيت المعمور" ثم ساقه بإسناده وتعقبه بقوله: "ولا يعرف هذا الحديث إلا بروح بن جناح عن الزهري".
[27475]:- (3) في م: "عن".
[27476]:- (4) في م: "ثم لا".
[27477]:- (5) تفسير الطبري (27/10)
[27478]:- (1) في م، أ: "الجن".
[27479]:- (2) تفسير الطبري (27/11).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

{ والبيت المعمور } يعني الكعبة وعمارتها بالحجاج و المجاورين ، أو الضراح وهو في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة ، أو قلب المؤمن وعمارته بالمعرفة والإخلاص .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

واختلف الناس في { البيت المعمور } فقال الحسن بن أبي الحسن البصري : هي الكعبة . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس وعكرمة : هو بيت في السماء يقال له الضراح ، وهو بحيال الكعبة ، ويقال الضريح ، ذكر ذلك الطبري وهو الذي ذكر في حديث الإسراء . قال جبريل عليه السلام : هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم{[10628]} وبهذا عمارته . ويروى أنه في السماء السابعة . وقيل في السادسة وقيل إنه مقابل الكعبة لو خر لسقط عليها . وقال مجاهد وقتادة وابن زيد : في كل سماء بيت معمور ، وفي كل أرض كذلك . وهي كلها على خط مع الكعبة .


[10628]:أخرجه ابن جرير، ومسلم، عن أنس، عن مالك بن صعصعة، رجل من قومه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:(رفع إلي البيت المعمور، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا، آخر ما عليهم)، وقال ابن كثير في تفسيره:"ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة:( ثم رفع إلي البيت المعمور، وإذ هو يدخله كل يوم سبعون ألفا، لا يعودون إليه، آخر ما عليهم)، يعني يتعبدون فيه ويطوفون كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم، كذلك ذاك البيت المعمور هو كعبة أهل السماء السابعة".