فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

{ والبيت المعمور } بكثرة الغاشية والأهل والزوار من الملائكة قيل : هو في السماء السابعة ، وقيل : في سماء الدنيا وقيل : هو الكعبة فعلى القولين الأولين يكون وصفه بالعمارة باعتبار من يدخل إليه من الملائكة ، ويعبد الله فيه ، وعلى القول الثالث يكون وصفه بالعمارة حقيقة أو مجازا باعتبار كثرة من يتعبد فيه من بني آدم ، وقيل : هو في السماء الثالثة أو السادسة أو الرابعة ، فهذه أقوال ستة في محل البيت المعمور .

" وعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة {[1538]} " أخرجه ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب .

وفي الصحيحين وغيرهما : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة : ثم رفع إلي البيت المعمور ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه " .

وعن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا عن البيت المعمور فقال : ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يعودون إليه أبدا إلى يوم القيامة ، ونحوه عن ابن عباس .

" وعن ابن عمر رفعه : أن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا ثم لا يعودون إليه " ، وعن ابن عباس نحوه وضعف إسناده السيوطي .


[1538]:رواه الحاكم.