محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

{ والبيت المعمور } أي الذي يعمر بكثرة غاشيته . وهو الكعبة المعمورة بالحجاج والعمّار والطائفين والعاكفين والمجاورين . وروي : " أنه بيت في السماء بحيال الكعبة من الأرض . . يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبدا " . والأول أظهر ، لأنه يناسب ما جاء في سورة ( التين ) من عطف { البلد الأمين } على { طور سنين } والقرآن يفسر بعضه بعضا ، لتشابه آياته ، وتماثلها كثيرا ، وإن تنوعت بلاغة الأسلوب .

/ قال المهايميّ : أورده بعد الكتاب الذي هو الوحي ، لأنه محل أعظم الأعمال المقصودة منه ، ولأنه مظهر الوحي ، ومصدر الرحمة العامة المهداة للعالمين ، ولأنه من أجلّ الآيات وأكبرها . كما دل عليه آية {[6791]} { أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم } وآيات أخر .


[6791]:[29/العنكبوت/67].