معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{عُرُبًا أَتۡرَابٗا} (37)

قوله تعالى : { عربا } قرأ حمزة وإسماعيل عن نافع وأبو بكر :{ عربا } ساكنة الراء ، والباقون بضمها وهي جمع عروب أي : عواشق محببات إلى أزواجهن . قال الحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير ، وهي رواية الوالبي عن ابن عباس . وقال عكرمة عنه : ملقة . وقال عكرمة : غنجة . وقال أسامة بن زيد عن أبيه : { عربا } حسنات الكلام . { أترابا } مستويات في السن على سن واحد .

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا شيبة ، أنبأنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مزداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم طوله ستون ذراعاً في سبعة أذرع " .

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الحارث ، أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أنبأنا عبد الله بن محمود ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك عن رشد بن سعد ، حدثني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي السمح ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة ، وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء " وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ينظر إلى وجهه في خدها اصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب ، وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك " . وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبداً ، وكذلك أهل النار " وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن عليهم التيجان ، إن أدنى لؤلؤة فيها تضيء ما بين المشرق والمغرب " .

أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنبأنا أبو طاهر الحاربي ، أنبأنا محمد ابن يعقوب ، أنبأنا عبد الله بن محمود ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، أنبأنا عبد لله بن المبارك عن محمد بن سليمان عن الحجاج بن عتاب العبدي عن عبد الله بن معبد الرماني ، عن أبي هريرة قال : " أدنى أهل الجنة منزلة وما منهم دنيء لمن يغدو عليه ويروح عشرة آلاف خادم ، مع كل واحد منهم طريفة ليست مع صاحبه " .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{عُرُبًا أَتۡرَابٗا} (37)

{ عربا } متحببات الى الأزواج عواشق لهم { أترابا } مستويات في السن

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عُرُبًا أَتۡرَابٗا} (37)

ولما كان مما{[62118]} جرت به العادة أن البكر تتضرر من الزوج لما يلحقها من الوجع بإزالة البكارة ، دل على أنه لا نكد هناك أصلاً بوجع ولا غيره بقوله : { عرباً } جمع عروب ، وهي الغنجة المتحببة إلى زوجها ، قال الرازي في اللوامع : الفطنة بمراد الزوج كفطنة العرب . ولما كان الاتفاق في السن أدعى إلى المحبة ومزيد الألفة قال : { أتراباً * } أي على سن واحدة وقد واحد ، بنات ثلاث وثلاثين سنة{[62119]} وكذا أزواجهن . قال الرازي في اللوامع : أخذ من لعب الصبيان بالتراب - انتهى ، " وروى البغوي{[62120]} من طريق عبد بن حميد عن الحسن : قال أتت عجوز{[62121]} النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! ادع {[62122]}الله أن يدخلني{[62123]} الجنة ، فقال : " يا أم فلان ! إن{[62124]} الجنة لا تدخلها عجوز ، فولت تبكي ، قال : أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول : إنا أنشأناهن ، الآية " رواه الترمذي عنه في الشمائل هكذا مرسلاً ، ورواه البيهقي في كتاب البعث عن عائشة رضي الله عنها والطبراني في الأوسط من وجه عنها ، ومن وجه آخر عن أنس رضي الله عنه ، قال شيخنا حافظ عصره ابن حجر : وكل طرقه ضعيفة ، وروى البغوي{[62125]} أيضاً من طريق الثعلبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال : " عجائزكن في الدنيا عمشاً رمصاً فجعلهن أبكاراً " .


[62118]:من ظ، وفي الأصل: ما.
[62119]:- زيد من ظ.
[62120]:- راجع المعالم بهامش اللباب 7/ 16.
[62121]:- زيد في الأصل: إلى، ولم تكن الزيادة في ظ والمعالم فحذفناها.
[62122]:- من ظ والمعالم، وفي الأصل: إلى أن أدخل.
[62123]:- من ظ والمعالم، وفي الأصل: إلى أن أدخل.
[62124]:- زيد من المعالم.
[62125]:- راجع المعالم بهامش اللباب 7/ 16.