البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{عُرُبًا أَتۡرَابٗا} (37)

العروب : المتحببة إلى زوجها .

الترب : اللذة ، وهو من يولد هو وآخر في وقت واحد ، سميا بذلك لمسهما التراب في وقت واحد ، والله تعالى أعلم .

{ عربا أترابا } : والعرب ، قال ابن عباس : العروب المتحببة إلى زوجها ، وقاله الحسن ، وعبر ابن عباس أيضاً عنهن بالعواشق ، ومنه قول لبيد :

وفي الخدور عروب غير فاحشة *** ريا الروادف يغشى دونها البصر

وقال ابن زيد : العروب : المحسنة للكلام .

وقرأ حمزة ، وناس منهم شجاع وعباس والأصمعي ، عن أبي عمرو ، وناس منهم خارجة وكردم وأبو حليد عن نافع ، وناس منهم أبو بكر وحماد وأبان عن عاصم : بسكون الراء ، وهي لغة تميم ؛ وباقي السبعة : بضمها .

{ أتراباً } في الشكل والقد ، وأبعد من ذهب إلى أن الضمير في { أنشأناهن } عائد على الحور العين المذكورة قبل ، لأن تلك قصة قد انقطعت ، وهي قصة السابقين ، وهذه قصة أصحاب اليمين .