نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{عُرُبًا أَتۡرَابٗا} (37)

ولما كان مما{[62118]} جرت به العادة أن البكر تتضرر من الزوج لما يلحقها من الوجع بإزالة البكارة ، دل على أنه لا نكد هناك أصلاً بوجع ولا غيره بقوله : { عرباً } جمع عروب ، وهي الغنجة المتحببة إلى زوجها ، قال الرازي في اللوامع : الفطنة بمراد الزوج كفطنة العرب . ولما كان الاتفاق في السن أدعى إلى المحبة ومزيد الألفة قال : { أتراباً * } أي على سن واحدة وقد واحد ، بنات ثلاث وثلاثين سنة{[62119]} وكذا أزواجهن . قال الرازي في اللوامع : أخذ من لعب الصبيان بالتراب - انتهى ، " وروى البغوي{[62120]} من طريق عبد بن حميد عن الحسن : قال أتت عجوز{[62121]} النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ! ادع {[62122]}الله أن يدخلني{[62123]} الجنة ، فقال : " يا أم فلان ! إن{[62124]} الجنة لا تدخلها عجوز ، فولت تبكي ، قال : أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول : إنا أنشأناهن ، الآية " رواه الترمذي عنه في الشمائل هكذا مرسلاً ، ورواه البيهقي في كتاب البعث عن عائشة رضي الله عنها والطبراني في الأوسط من وجه عنها ، ومن وجه آخر عن أنس رضي الله عنه ، قال شيخنا حافظ عصره ابن حجر : وكل طرقه ضعيفة ، وروى البغوي{[62125]} أيضاً من طريق الثعلبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال : " عجائزكن في الدنيا عمشاً رمصاً فجعلهن أبكاراً " .


[62118]:من ظ، وفي الأصل: ما.
[62119]:- زيد من ظ.
[62120]:- راجع المعالم بهامش اللباب 7/ 16.
[62121]:- زيد في الأصل: إلى، ولم تكن الزيادة في ظ والمعالم فحذفناها.
[62122]:- من ظ والمعالم، وفي الأصل: إلى أن أدخل.
[62123]:- من ظ والمعالم، وفي الأصل: إلى أن أدخل.
[62124]:- زيد من المعالم.
[62125]:- راجع المعالم بهامش اللباب 7/ 16.