النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{عُرُبًا أَتۡرَابٗا} (37)

قوله تعالى { عُرُباً أَتْرَاباً } فيه سبعة تأويلات :

أحدها : أن العرب المنحبسات على أزواجهن المتحببات إليهم ، قاله سعيد بن جبير ، والكلبي .

الثاني : أنهن المتحببات من الضرائر ليقفن على طاعته ويتساعدن على إشاعته{[2886]} ، قاله عكرمة .

الثالث : [ المرأة ] الشكلة{[2887]} بلغة أهل مكة ، والغنجة بلغة أهل المدينة ، قاله ابن زيد ، ومنه قول لبيد :

وفي الخباء عروب غير فاحشة *** ريا الروادف يعشى دونها البصر

الرابع : هن الحسنات الكلام ، قاله ابن زيد . [ أيضاً ] .

الخامس : أنها العاشقة لزوجها لأن عشقها له يزيده ميلاً إليها وشغفاً بها .

السادس : أنها الحسنة التبعُّل{[2888]} ، لتكون ألذ استمتاعاً .

السابع : ما رواه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عُرُباً كَلاَمُهُنَّ عَرَبِّي "

{ أَتْراباً } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها : يعني أقران ، قاله عطية .

وقال الكلبي : على سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة{[2889]} ، يقال في النساء أتراب ، وفي الرجال أقران ، وأمثال ، وأشكال ، قاله مجاهد .

الثالث : أتراب في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد ، قاله السدي .


[2886]:إشاعته: هكذا في الأصل، ولعل المراد مشايعته معنى متابعته وموالاته، وشاعة الرجل: امرأته: انظر اللسان –شيع.
[2887]:الشكلة بفتح الشين وكسر الكاف وفتح اللام: المرأة ذات الدلال
[2888]:في ك التبع وهو تحريف. ومعنى التبعل مطاوعة بعلها محبة له.
[2889]:هذا هو التأويل التالي.