أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (11)

{ وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون } كما يفعل هؤلاء ، وهو تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام و{ ما } للحال لا يدخل إلا مضارعا بمعنى الحال ، أو ماضيا قريبا منه وهذا على حكاية الحال الماضية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (11)

قال القاضي أبو محمد : وقوله تعالى : { ولقد أرسلنا من قبلك } الآية ، تسلية للنبي عليه السلام وعرض أسوة ، أي لا يضيق صدرك يا محمد بما يفعله قومك من الاستهزاء في قولهم : { يا أيها الذي نزل عليه الذكر } وغير ذلك ، فقد تقدم منا إرسال الرسل في شيع الأولين ، وكانت تلك سيرتهم في الاستهزاء بالرسل . و { شيع } جمع شيعة ، وهي الفرقة التابعة لرأس ما : مذهب أو رجل أو نحوه وهي مأخوذة من قولهم : شيعت النار : إذا استدمت وقدها بحطب أو غيره ، فكأن الشيعة تصل أمر رأسها وتظهره وتمده بمعونة . وقوله : { أرسلنا } يقتضي رسلاً ، ثم أوجز باختصار ذكرهم لدلالة الظاهر من القول على ذلك .