البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (11)

وقال الزمخشري : وما يأتيهم حكاية ماضية ، لأنّ ما لا تدخل على مضارع ، إلا وهو في موضع الحال ، ولا على ماض إلا وهو قريب من الحال انتهى .

وهذا الذي ذكره هو قول الأكثر من أنّ ما تخلص المضارع للحال وتعينه له ، وذهب غيره إلى أنّ ما يكثر دخولها على المضارع مراداً به الحال ، وتدخل عليه مراداً به الاستقبال ، وأنشد على ذلك قول أبي ذؤيب :

أودي بني وأودعوني حسرة . . . ***عند الرقاد وعبرة ما تقلع

وقول الأعشى يمدح الرسول عليه السلام :

له نافلات ما يغب نوالها . . . ***وليس عطاء اليوم مانعه غدا

وقال تعالى : { ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إليَّ }