{ وما يأتيهم } عبر بالمضارع تصويراً للحال ، إيذاناً بما يوجب من الغضب ، فإن ما تجعل المضارع حالاً والماضي قريباً منه ، وأكد النفي فقال : { من رسول } أي على أي وجه كان { إلا كانوا به } أي جبلة وطبعاً { يستهزئون * } مكررين لذلك دائماً ، فكأنهم تواصوا بمثل هذا ، ولم ينقص هذا من عظمتنا شيئاً ، فلا تبتئس بما يفعلون بك ؛ والاستهزاء في الأصل : طلب الهزوء ، والمراد به هنا - والله أعلم - الهزء ، وهو إظهار ما يقصد به العيب على إيهام المدح كاللعب والسخرية ، ولعله عبر عنه بالسين المفهمة للطلب ، إشارة إلى أن رغبتهم فيه لا تنقضي كما هو شأن الطالب للشيء ، مع أنهم لا يقعون على مرادهم في حق أهل الله أصلاً ، لأنهم لا يفعلون من ذلك فعلاً إلا كان ظاهر البعد عما يريدون ، لظهور ما يدعو إليه حزب الله وثباته ، فكانوا لذلك كطالب ما لم يقع ، وإنما كان الناس إلى ما يوجبه الجهل من الاستهزاء ونحوه أسرع منهم إلى ما يوجبه العلم من الأخذ بالحزم والنظر في العواقب ، لما في ذلك من تعجل الراحة واللذة وإسقاط الكلفة بإلزام النفس الانتقال من حال إلى حال - قاله الرماني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.