قوله : { وَمَا يَأْتِيهِم } قال الزمخشري{[19459]} : " حكاية حال ماضية ؛ لأنَّ " مَا " لا تدخل على المضارع إلاَّ وهو في موضعِ الحالِ ، ولا على ماضٍ إلا وهو قريبٌ من الحال " .
وهذا الذي ذكره هو الأكثر في لسانهم ؛ لكنَّه قد جاءت ما مقارنة للمضارع المراد به الاستقبال ؛ كقوله تعالى : { مَا يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نفسي } [ يونس : 15 ] ، وأنشدوا للأعشى يمدحُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم : [ الطويل ]
لَهُ نَافِلاتٌ ما يَغِبُّ نَوالُهَا *** ولَيْسَ عطَاءُ اليَوْمِ مَانِعَهُ غَدا{[19460]}
أوْدَى بَنِيَّ وأوْدَعُونِي حَسْرَةً *** عِنْدَ الرُّقَادِ وعَبْرَةً مَا تٌقلِعُ{[19461]}
قوله : " إلا كانوا " هذه الجملة يجوز أن تكون حالاً من مفعول " تَأتيهم " ، ويجوز أن تكمون صفة ل " رسُولٍ " فيكون في محلِّها وجهان : الجرُّ باعتبار اللفظ ، والرفع باعتبار الموضع ، وإذا كانت حالاً فهي حالٌ مُقدَّرةٌ .
المعنى : أنَّ عادة هؤلاء الجهَّال مع جميع الأنبياء والرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- الاستهزاءُ بهم ؛ كما فعلًُوا بك ؛ ذكره تسليةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- .
واعلم أنَّ السَّبَبَ الذي يحمِلُ هؤلاء الجهال على هذه العادة الخبيثة : إما لأنَّ الانتقال من المذاهب يشقُّ على الطِّباع .
وإمَّا لكونِ الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- يكون فقِيراً ، وليس له أعوان ، ولا أنصارٌ ؛ فالرؤساءُ يَثقُل عليهم خدمة من يكون بهذه الصِّفة .
وإمّا خذلانُ الله تعالى لهم ، فبإلقاء دواعي الكفرِ والجهلِ في قلوبهم ، وهذا هو السبب الأصليّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.