قوله تعالى { والذاريات ذروًا فالحاملات وقراً فالجاريات يسراَ فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع والسماء ذات الحبك }
قال الضياء المقدسي : أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد ابن الفاخر القرشي ، وأبو عبد الله محمود بن أحمد بن عبد الرحمن ، وأبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفيان- بأصبهان- أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم- قراءة عليه- أنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد البقّال ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق ، أنا جدي أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم ابن محمد بن جميل ، أنا أبو جعفر أحمد ابن منيع بن عبد الرحمن ، ثنا الحجاج بن محمد ، ثنا ابن جرجي ، ثنا أبو حرب بن أبي الأسود الديلي ، عن أبي الأسود ، وعن ابن جريج ، ورجل ، عن زاذان كذا قالا : بينا الناس ذات يوم عند علي ، إذ وقفوا منه نفسا طيبة . . . فقام عبد الله بن الكواء الأعور من بني بكر بن وائل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما { الذاريات ذروا } ؟ قال : الرياح . قال : فما { الحاملات وقرا } ؟ قال : السحاب . قال : فما { الجاريات يسرا } ؟ قال : السفن . قال : فما { المقسمات أمرا } ؟ قال : الملائكة . ولا تعد لمثل هذا ، ولا تسألني عن مهل هذا . قال : فما { السماء ذات الحبك } ؟ قال : دار الخلق الحسن . قال : فما السواد الذي في حرف القمر ؟ قال : أعمى يسأل عن عمياء ، ما العلم أردت بهذا ؟ ويحك سل تفقّها ولا تسأل تعنتا- أو قال- تعتها ، سل عما يعنيك ، ودع ما لا يعنيك . قال : فوالله إن ها ليعنيني . قال : إن الله يقول : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل } السواد الذي في حرف القمر .
قال : فما المجرّة ؟ قال : شرج السماء ، ومنها فُتحت أبواب السماء بماء منهمر زمن الغرق على قوم نوح . قال : فما قوس قزح ؟ قال : لا تقل قوس قزح ، فإن قزح الشيطان ولكنه القوس ، وهي أمانة من الغرق . قال : فكم بين السماء إلى الأرض ؟ قال : قدر دعوة عبد دعا الله ، لا أقول غير ذلك . قال : فكم ما بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس ، من حدّثك غير ذلك فقد كذب . قال : فمن الذين قال الله تعالى : { وأحلّوا قومهم دار البوار } ؟ قال : دعهم ، فقد كفيتهم . قال : فما ذو القرنين ؟ قال : رجل بعثه الله إلى قوم كفرة أهل الكتاب ، كان أوائلهم على حق فأشركوا بربهم ، وابتدعوا في دينهم فأحدثوا على أنفسهم ، فهم اليوم يجتهدون في الباطل ، يحسبون أنهم على حق ، ويجتهدون في الضلال ويحسبون أنهم على هدى ، فضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . قال : رفع صوته ، وقال : وما أهل النهروان غدا منهم ببعيد . قال : فقال ابن الكواء : والله لا أسأل سواك ولا أتبع غيرك . قال : فقال : إن كان الأمر إليك فافعل .
( المختارة 2/122- 126 ح 494 ) ، وأخرجه الحاكم من طريق أبي الطفيل قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام على المنبر فقال : سلوني قبل أن لا تسألوني ولا تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكواء . . . فذكر مختصرا . . . وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 2/466- 467 ) ، وأخرجه المقدسي من طريق أبي الطفيل به ( المختارة 2/176 ح 556 ) ، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ( رقم 3980 ط قلعجي ) عن معمر عن وهب بن عبد الله بن أبي الطفيل قال شهدت عليا فذكره بدون تفسير والسماء ذات الحبك . وقال ابن كثير : وثبت أيضا من غير وجه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه صعد منبر الكوفة فقال : لا تسألوني عن آية . . . فذكره ) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، في قوله { والذاريات } قال : الرياح .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { فالحاملات وقرا } قال السحاب تحمل المطر { فالجاريات يسرا } قال : السفن { فالمقسمات أمرا } قال : الملائكة ينزلها بأمره على من يشاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.