التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} (45)

قوله تعالى { يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار }

قال ابن كثير : وتنشق الأرض عنهم فيقومون إلى موقف الحساب سراعا مبادرين إلى أمر الله عز وجل { مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر } وقال الله تعالى { يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا } وفي صحيح مسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا أول من تنشق عنه الأرض( . وقوله { ذلك حشر علينا يسير } أي : تلك عادة سهلة علينا يسيرة لدينا كما قال تعالى { وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر } وقال تعالى { وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير } وقوله { ونحن أعلم بما يقولون } أي : نحن علمنا محيط بما يقول لك المشركون من التكذيب فلا يهيدنك كقوله { ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { وما أنت عليهم بجبار } قال : لا تتجبر عليهم .

قوله تعالى { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد }

قال ابن كثير : أي : بلغ أنت رسالة ربك فإنما يتذكر من يخاف الله ووعيده ويرجو وعده ، كقوله { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب } وقوله { فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر } .