نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ} (21)

ولما كان الظلام ينشأ عن الظلال ، وهو نسخ النور ، قدمه فقال مقدماً مثال الخير لأن الرحمة سبقت الغضب : { ولا الظل } أي ببرده الذي هو مرجع المؤمن في الآخرة { ولا الحرور * } أي بوهجها ، وهي مرجع الكافر ، قال البغوي : قال ابن عباس رضي الله عنهما : هي الريح الحارة بالليل ، وكذا قال في القاموس وزاد : وقد يكون بالنهار وحر الشمس والحر الدائم والنار ، فانتفى حكم الطبائع قطعاً .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ} (21)

وكذلك الظل وهو معروف . وهو غير الفيء الذي لا يكون إلا بعد الزوال ، فلا يقال لما قبل الزوال فيء ، لكن الظل ما يكون بالغُدوّ والعشي ، وقيل : من الطلوع إلى الزوال{[3860]} . أما الحَرور ، بالفتح ، فهو الريح الحارة وهي كالسموم . ولا يكون الحرور إلا مع شمس النهار ، فهو كائن بالنهار خاصة . وقيل : يكون الحرور بالليل والنهار{[3861]} . وهذان صنفان من الزمان والطبيعة لا يستويان ، بل إنهما مختلفان ، وهما في اختلافهما وتباينهما مثلان للحق والباطل . فإن الحق يفضي إلى الجنة حيث النعيم المقيم . بخلاف الباطل ؛ فإنه يصير بأهله إلى الرذيلة والضلال والفحش في الدنيا . ويوم القيامة يردون إلى النار .


[3860]:المصباح المنير ج 2 ص 33
[3861]:مختار الصحاح ص 129