فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ} (21)

{ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ } بالفتح شدة حر الشمس وهو خلاف البرد يقال : حر اليوم والطعام يحر من باب تعب وحر حرا وحرورا من بابي ضرب وقعد لغة ، والاسم : الحرارة ، فهو حار وحرت النار تحر من باب تعب توقدت واستعرت ، والحرة بالفتح : أرض ذات حجارة سود والجمع حرار مثل كلبة وكلاب ، والحرور على وزن رسول : الريح الحارة . قال الأخفش : لا يكون الحرور إلا مع شمس النهار ، والسموم يكون بالليل ، وقيل : عكسه . وقال رؤبة بن العجاج : الحرور يكون بالليل خاصة والسموم يكون بالنهار خاصة وقال الفراء : السموم لا يكون إلا بالنهار والحرور يكون فيهما . قال النحاس : وهذا أصح ، وقال قطرب : الحرور : الحر ، والظل : البرد ، والمعنى أنه لا يستوي الظل الذي لا حر فيه ولا أذى ، والحر الذي يؤذي قيل : أراد الثواب والعقاب : وسمى الحر حرورا مبالغة في شدة الحر ، لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى . وقال الكلبي : أراد بالظل الجنة ، وبالحرور النار . وقال عطاء : يعني ظل الليل وشمس النهار ثم ذكر سبحانه تمثيلا آخر للمؤمن والكافر ، وهو أبلغ من الأول فقال : { وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاء وَلا الأَمْوَاتُ }