«والْحَرُورُ » شدة حر الشمس{[45227]} وقال الزمخشري : الحرور السَّمُوم إلا أنّ السًّمُومَ بالنهار والحرور فيه وفي الليل{[45228]} قال شهاب الدِّين : وهذا{[45229]} مذهب الفراء{[45230]} وغيره . وقيل السموم بالنهار والحرور بالليل خاصة . نقله ابن عطية عن{[45231]} رؤبة . وقال : ليس بصحيح بل الصحيح ما قاله الفراء . وهذا عجيب منه كيف يرد على أصحاب اللِّسان بقول من يأخذ عنهم{[45232]} ؟ وقرأ الكسائي - في رواية زَاذَانَ{[45233]} - عنه «وَمَا تَسْتَوِي الأَحْيَاْءُ » بالتأنيث على معنى الجماعة . وهذه الأشياء جيء بها على سَبيل الاستعارة والتمثيل فالأعمى والبصير الكافر والمؤمن والظلمات والنور الكفر والإيمان والظَّلُّ والحَرُورُ الحقُّ والباطل والأحياء والأموات لمن دخل في الإسلام ولمن لم يدخل فيه . وجاء ترتيب هذه المَنْفِيَّات{[45234]} على أحسن الوجوه فإنه تعالى لما ضرب الأعمى والبصيرمثلين للكافر والمؤمن عقبه بما كل منهما فيه فالكافر في ظلمة والمؤمن في نور لأن البصير وإن كان حديد النظر لا بدّ له من ضوء يبصر فيه وقدم الأعمى ؛ لأن البصير فاصلة فحسن تأخيره ولما تقدم الأعمى في الذكر ناسب تقديم{[45235]} ما هو فيه فلذلك قدمت الظلمة على النور ولأن النور فاصل .
ثم ذكر ما لكلّ منهما فللمؤمن الظل وللكافر الحرور ، وأخّر الحرور لأجل الفاصلة كما تقدم
وقولنا : لأجل الفاصلة هنا وفي غيره من الأماكن أحسن من قيل بعضهم لأجل السجع لأن القرآن يُنَزّه عن ذلك . وقد منع الجمهور أن يقال في القرآن سجع{[45227]} ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.