فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ} (21)

قال الأخفش : و{ لا } في قوله : { ولا النور } ، { ولا الحرور } زائدة ، والتقدير وما يستوي الظلمات والنور ، ولا الظلّ والحرور ، والحرور شدّة حرّ الشمس . قال الأخفش : والحرور لا يكون إلاّ مع شمس النهار ، والسموم يكون بالليل . وقيل : عكسه . وقال رؤبة بن العجاج : الحرور يكون بالليل خاصة ، والسموم يكون بالنهار خاصة . وقال الفراء : السموم لا يكون إلاّ بالنهار ، والحرور يكون فيهما . قال النحاس : وهذا أصح . وقال قطرب : الحرور الحرّ ، والظلّ البرد ، والمعنى : أنه لا يستوي الظلّ الذي لا حرّ فيه ، ولا أذى ، والحرّ الذي يؤذي . قيل : أراد الثواب والعقاب ، وسمي الحرّ حروراً مبالغة في شدّة الحرّ ، لأن زيادة البناء تدلّ على زيادة المعنى . وقال الكلبي : أراد بالظلّ الجنة ، وبالحرور النار . وقال عطاء : يعني : ظل الليل ، وشمس النهار . قيل : وإنما جمع الظلمات ، وأفرد النور لتعدّد فنون الباطل ، واتحاد الحقّ .

/خ26