نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ} (67)

ولما ثبت بهذا وحدانيته وقدرته ولم يزعهم ذلك عن ضلالهم ، ولا ردهم عن عتوهم ومحالهم ، مع كونه موجباً لأن يقبل كل أحد عليه ولا يعدل أبداً عنه ، قال آمراً له بما ينبههم على عظيم خطئهم : { قل هو } أي هذا الأمر الذي تلوته عليكم من الأخبار عن الماضي والآتي من القيامة المشتملة على التخاصم المذكور وغيرها والأحكام والمواعظ ، فثبت بمضمونه الوحدانية ، وتحقق بإعجازه مع ثبوت الوحدانية وتمام القدرة وجميع صفات الكمال أنه كلام الله : { نبؤا عظيم } أي : خبر يفوت الوصف في الجلال والعظم بدلالة العبارة والصفة لا يعرض عن مثله إلا غافل لا وعي له ولا شيء من رأى .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{قُلۡ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ} (67)

قوله : { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } { قُلْ هُوَ نَبَأٌ } ، مبتدأ وخبر . و { عَظِيمٌ } صفة لنبأ . والنبأ معناه الخبر ، والمراد به القرآن . لا جرم أنه كتاب الله العظيم فيه خبر الأولين والآخرين وفيه خير الدنيا والآخرة . وقيل : النبأ العظيم ، يراد به ما أنذركم به من قيام الساعة حيث الحشر بأفزاعه وأهواله وما فيه من عظائم الأمور وقواصمها وحيث الحساب والعقاب فذلك كله نبأ هائل ومخُوف ، ما ينبغي لكم أن تستهينوا به أو تغفلوا عنه .