فلذا اتصل بها قوله مستثنياً من الإنسان المراد به اسم الجنس : { إلا الذين صبروا } في وقت {[38890]}الشدائد وزوال{[38891]} النعم رجاء لمولاهم وحسن ظن به بسبب إيمانهم الموجب لتقيدهم{[38892]} بالشرع { وعملوا الصالحات } أي{[38893]} من أقوال{[38894]} الشكر وأفعاله عند حلول النعم ، فهم دائماً مشغولون بمولاهم شكراً وصبراً ، وهم الذين أتم عليهم سبحانه نعمه ، وخلقهم في أحسن تقويم . وهم أقل من القليل لعظيم جهادهم لنفوسهم فيما جبلت عليه من الحظوظ والشهوات وغيرها وشياطينهم{[38895]} .
ولما كان كأنه قيل : {[38896]}فما لهم لم يكونوا{[38897]} كذلك ! أنتج السياق مدحهم فقال : { أولئك } أي العالو المراتب { لهم مغفرة } إذا وقعت منهم هفوة { وأجر كبير* } على صبرهم وشكرهم ؛ والذوق : تناول الشيء بالفم لإدراك الطعم كما أن الشم ملابسة الشيء الأنف لإدراك الرائحة ؛ والنزع : رفع الشيء عن غيره مما كان مشابكاً له كالقلع{[38898]} والقشط ؛ واليأس : القطع بأن{[38899]} الشيء لا يكون ، وهو ضد الرجاء ، ويؤوس : كثير اليأس ، وهو ذم لأنه للجهل بسعة الرحمة الموجبة لقوة الأمل في كل ما يجوز في الحكمة فعله ؛ والنعماء : إنعام يظهر أثره على صاحبه ، كما أن الضراء مضرة تظهر الحال بها ، لأنها أخرجت مخرج الأحوال الظاهرة من حمراء وعوراء مع ما في مفهومها{[38900]} من المبالغة ؛ والسيئة : ما يسوء من جهة نفور{[38901]} طبع أو عقل ، وهي هنا المرض والفقر ونحوه ؛ والفرح : انفتاح القلب بما يلتذ به ؛ وعبارة البغوي : هو لذة في القلب بنيل المشتهى وهو أعظم من ملاذ الحواس ؛ والفخر : التطاول بتعديد المناقب ؛ والصبر : حبس النفس{[38902]} عن المشتهى من{[38903]} المحارم ونحوها ، والصبر على مر الحق يؤدي إلى الفوز في الآخرة مع ما فيه من الجمال في الدنيا ؛ والكبير واحد يقصر مقدار غيره عنه ؛ والكثير : جمع يزيد على عدد غيره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.