ثم استثنى ، فقال : ( إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) قال بعض أهل التأويل : ( إلا الذين صبروا ) أي آمنوا على ما ذكر في غير واحدة[ في الأصل وم : واحد ] من الآيات [ كقوله ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )[ الشعراء : 227 ] وكقوله[ الواو ساقطة من الأصل وم ] : ( إن الإنسان لفي خسر ) ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )[ العصر : 2و3 ] يكون قوله : ( إلا الذين صبروا ) عن المعاصي ، فلم يرتكبوها ( وعملوا الصالحات ) أي الطاعات ، والإيمان نفسه هو اعتقاد الانتهاء عن المعاصي كلها واتقاء[ في الأصل وم : والاتقاء عن ] جميع ما يدخل نقصا [ في الطاعات ][ في الأصل وم : فيها ] وإتيان الطاعات جميعا .
وهكذا يعتقد كل مؤمن أن يتقي ، وينتقي [ عن ][ ساقطة من الأصل وم ] كل معصية ، ويأتي بكل طاعة ، ويعمل بها . هذا اعتقاد كل مؤمن ، وحقيقة وفاء[ في الأصل وم : الوفاء ] ذلك كله .
وقوله تعالى : ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) يشبه أن يكون قوله : ( لهم مغفرة ) لما ارتكبوا من الصغار من الذنوب ، وانتهوا عن الكبائر منها ( وأجر كبير ) على ما أتوا ، وعملوا من الكبائر من الطاعات .
ويحتمل قوله : ( لهم مغفرة ) الستر في الدنيا ؛ ستر عليهم تلك الذنوب في الدنيا ، فلم يطلع عليها الخلق ، ( وأجر كبير ) بما أظهر منهم ما كان من الطاعات والخيرات حتى نظر الناس إليهم بعين التعظيم[ في الأصل وم : عظيم ] بما ظهر منهم من الخيرات ، [ وأخفى عليهم ما ][ في الأصل وم : وخفي عليهم بما ] ارتكبوا من المعاصي . وهذا التأويل يكون في الدنيا ، والأول في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.