الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ} (11)

ثم استثنى . تعالى ذكره من هؤلاء قوما ليسوا على هذه الصفة فقال : { إلا الذين صبروا } أي : {[31969]} على الضيق والعسر ، وحمدوا الله على ما نالهم .

{ وعملوا الصالحات } : أي : الأعمال التي هي الطاعات .

{ أولئك لهم مغفرة } : أي : من الله : أي : لهم مغفرة لذنوبهم ، فلا يفضحهم في معادهم{[31970]} .

{ وأجر كبير } : أي : ثواب عظيم على أعمالهم ، وهو الجنة .

وقوله : { إلا الذين } هو{[31971]} استثناء ليس من الأول عند الأخفش{[31972]} بمعنى : ( لكن ) . فهذا في المؤمنين{[31973]} ، والأول/ في الكافرين{[31974]} فهما جنسان ونوعان .

وقال الفراء : هو استثناء من أذقناه ، لأن الإنسان بمعنى الناس ، فهو من الأول{[31975]} .


[31969]:ساقط من ق.
[31970]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/257.
[31971]:ساقط من ط.
[31972]:انظر هذا الإعراب في: معاني الأخفش 2/575 وإعراب النحاس 2/274.
[31973]:ق: للمؤمنين.
[31974]:ط: الكفار.
[31975]:انظر هذا القول في: معاني الفراء 2/4-5، وانظر: إعراب النحاس 2/274.