نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِدۡرِيسَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيّٗا} (56)

ولما كان إسماعيل عليه السلام قد رفع بالسكنى حياً إلى أعلى مكان في الأرض رتبة ، وكان أول نبي رمى بالسهام ، وكان إدريس عليه السلام - {[48385]}مع رفعته إلى المكان العلي{[48386]} - أول من اتخذ السلاح وقاتل الكفار ، وأول من نظر في علم النجوم {[48387]}والحساب{[48388]} ، وخط بالقلم ، وخاط الثياب {[48389]}ولبس{[48390]} الجبة{[48391]} وكان أغربهم قصة ، وأعجبهم أمراً ، وأقدمهم زمناً ، ختم به هذه القصص تأييداً لهذا النبي الكريم ، بما بين له من القصص{[48392]} التي هي أغرب مما أمر اليهود بالتعنت فيه ، وإشارة إلى أن الله تعالى يؤتي أتباعه من علوم إدريس الأرضية والسماوية{[48393]} مما يستحق أن يحفظ بالخط ويودع بطون الكتب لضيق الصدور عن حفظه ما لم يؤته أمة من الأمم ، وأنه يجمع شملهم ، وترهيباً للمتعنتين بأنهم إن لم ينتهوا وضع فيهم السلاح كما فعل إدريس عليه السلام بكفار زمانه فقال : { واذكر في الكتاب } أي{[48394]} {[48395]}الجامع لكل ما يحتاج إليه من القصص المتقدمين والمتأخرين { إدريس } أي الذي هو أبعد ممن تعنت بهم اليهود زماناً ، وأخفى منهم شأناً ، وهو جد أبي نوح عليه السلام واسمه حنوخ بمهملة{[48396]} ونون وآخره معجمة { إنه كان صديقاً } أي صادقاً في أقواله وأفعاله ، ومصدقاً بما أتاه عن الله من آياته على ألسنة الملائكة { نبياً * } ينبئه الله تعالى بما يوحيه إليه{[48397]} {[48398]}من الأمر العظيم ، رفعة لقدره{[48399]} ، فينبىء به الناس الذين أرسل إليه


[48385]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48386]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48387]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48388]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48389]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48390]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48391]:زيد من مد وهذه المزايا قد ذكرها البغوي أيضا – راجع هامش اللباب 4 / 202.
[48392]:زيد من ظ.
[48393]:من مد، وفي الأصل وظ: السمواتية.
[48394]:زيد من مد.
[48395]:العبارة من هنا إلى "المتأخرين" ص 216 س 1 سقطت من ظ.
[48396]:وأغلب ما ضبطه النسابون بالمعجمة المسبوقة بألف.
[48397]:زيد من ظ ومد.
[48398]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48399]:سقط ما بين الرقمين من ظ.