نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (192)

ولما كان النزوع بعد الشروع لا سيما حالة الإشراف على الظفر عسراً على الأنفس الأبية والهمم العلية قال : { فإن انتهوا } أي عن القتال ومقدماته ، وفيه إشعار بأن طائفة منهم تنتهي فإن العالم بكل شيء لا يعبر بأداة الشك إلا كذلك . ولما كان التقدير : فكفوا عنهم ولا تعرضوا لهم فإن الله قد{[8264]} غفر لهم علله بأمر عام فقال : { فإن الله } {[8265]}أي المحيط بجميع صفات الكمال{[8266]} { غفور رحيم * } أي له هاتان الصفتان أزلاً وأبداً فكل من تاب فهذا شأنه معه{[8267]} .


[8264]:ليس في ظ.
[8265]:ليست في ظ.
[8266]:ليست في ظ.
[8267]:وفي قوله "فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم" دلالة على قبول توبة قاتل العمد إذ كان الكفر أعظم مأثما من القتل وقد أخبر تعالى أنه يقبل التوبة من الكفر – البحر المحيط 2 / 67.