نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلشَّهۡرُ ٱلۡحَرَامُ بِٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۚ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَٱعۡتَدُواْ عَلَيۡهِ بِمِثۡلِ مَا ٱعۡتَدَىٰ عَلَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (194)

ولما أباح تعالى القتال في كل مكان حتى في الحرم وكان فعله في الأشهر الحرم عندهم شديداً جداً ثار - {[8311]}العزم للسؤال عنه فقال {[8312]}معلماً لهم ما يفعلون في عمرة القضاء إن احتاجوا على{[8313]} وجه عام : { الشهر الحرام } {[8314]}وهو ذو القعدة من سنة سبع{[8315]} إن قاتلتموهم فيه لكونهم قاتلوكم في شهر حرام { بالشهر الحرام } الذي قاتلوكم فيه {[8316]}وهو ذو القعدة سنة ست حيث صدوكم فيه عن عمرة الحديبية{[8317]} . ولما أشعر{[8318]} ما مضى بالقصاص أفصح به على وجه أعم فقال : { والحرمات } أي كلها {[8319]}وهي جمع حرمة وهي ما يحفظ ويرعى ولا ينتهك{[8320]} { قصاص } {[8321]}أي تتبع للمساواة والمماثلة{[8322]} { فمن } أي فتسبب عن هذا أنه من { اعتدى عليكم } أي تعمد{[8323]} أذاكم في شيء من الأشياء في{[8324]} أي زمان أو مكان كان { فاعتدوا عليه } أي فجازوه{[8325]} ، سمي اعتداء مشاكلة تقوية{[8326]} لعزائمهم وتوطيناً لهممهم أي افعلوا وإن سماه المتعنت بغير ما يحق له { بمثل ما اعتدى } أي عدوانه{[8327]} { عليكم } أي{[8328]} بمثل الذي اعتدى عليكم به ، ولعله أعاد الظرف وإن أفهمه الأول لدفع تعنت من{[8329]} لعله يقول : الكلام شامل لاعتدائه علي وعلى غيري فلي أن{[8330]} أقابله{[8331]} بأعلى ما وقع له{[8332]} من ذلك ، لأن المراد ردعه ولو{[8333]} لم يرد الحكم{[8334]} هذا لقيد{[8335]} بما{[8336]} ينفيه . ولما جعل{[8337]} المماثلة حداً وكان أمرها خفياً{[8338]} والوقوف عنده بعد استرسال النفس بإرسالها صعباً{[8339]} حذر{[8340]} من تعديه بعد الإذن في القصاص الذي جر{[8341]} أغلبه{[8342]} بتسميته اعتداء على وجه نادب{[8343]} إلى العفو للمستبصر فقال : { واتقوا الله } أي المحيط علماً بكل شيء بالتحري في القصاص حتى لا تتجاوزوا { واعلموا }{[8344]} و{[8345]}أظهر ولم يضمر{[8346]} {[8347]}لئلا يقيد بالتقوى في باب الاعتداء مثلاً فقال{[8348]} : { أن الله } {[8349]}أي الذي له جميع صفات الكمال{[8350]} معكم إن اتقيتم{[8351]} بالتحري فيه أو بالعفو فإن الله { مع المتقين * } ومن كان الله{[8352]} معه أفلح كل الفلاح " وما زاد الله عبداً بعفو إلاّ عزاً " . قال الحرالي{[8353]} : ففي ضمنه إشعار وتطريق لمقصد السماح{[8354]} الذي هو خير الفضائل{[8355]} من وصل القاطع والعفو{[8356]} عن الظالم ، ولما كان في هذه{[8357]} التقوى{[8358]} خروج عن حظ النفس أعلمهم أنه تعالى يكون عوضاً لهم من أنفسهم بما اتقوا وداوموا على التقوى حتى كانت وصفاً لهم فأعلمهم بصحبته{[8359]} لهم - انتهى .


[8311]:من م وظ ومد، وفي الأصل: و.
[8312]:العبارة من هنا إلى "وجه عام" ليست في ظ.
[8313]:من م ومد وفي الأصل: إلى.
[8314]:زيد في م وظ: أي.
[8315]:العبارة من "وهو" إلى هنا ليست في ظ.
[8316]:ليست في ظ.
[8317]:ليست في ظ.
[8318]:في الأصل: اسفو، والتصحيح من م وظ ومد.
[8319]:العبارة ليست في ظ.
[8320]:العبارة ليست في ظ.
[8321]:ليست في ظ.
[8322]:ليست في ظ.
[8323]:من م وظ ومد، وفي الأصل: تتبع.
[8324]:زيد من م ومد وظ.
[8325]:في ظ: فجاوزوه.
[8326]:من م وظ ومد وفي الأصل: مقربة.
[8327]:في الأصل: عداوته والتصحيح من م وظ ومد.
[8328]:في م وظ ومد: أو.
[8329]:في الأصل: لمن والتصحيح من بقية الأصول.
[8330]:زيد من م ومد وظ.
[8331]:من م وظ ومد وفي الأصل: أن أقاتله.
[8332]:من م وظ ومد، وفي الأصل: لي.
[8333]:ليس في ظ.
[8334]:في ظ: الحكيم.
[8335]:من م ومد وفي ظ: القيد وفي الأصل: لقيدي.
[8336]:من م وظ ومد وفي الأصل: مما وفي مد: ما.
[8337]:من م وظ ومد وفي الأصل: حصل.
[8338]:من م ومد وظ، وفي الأصل: خفى.
[8339]:في الأصل: حينا والتصحيح من م وظ ومد.
[8340]:من م وظ ومد، وفي الأصل: حذرا.
[8341]:من م وظ ومد، وفي الأصل: أحدا.
[8342]:من مد وظ، وفي الأصل وم: عليه.
[8343]:من م وظ ومد وفي الأصل: بادر.
[8344]:العبارة من هنا إلى "فقال ليست في ظ.
[8345]:في الأصل: اطهروا ولم يضمن والتصحيح من م ومد.
[8346]:في الأصل: اطهروا ولم يضمن والتصحيح من م ومد.
[8347]:في م: ليلا يقيد، وفي مد: ليلا بقيد بالتقوى. وفي الأصل: يعتدى مكان: يقيد.
[8348]:في م: ليلا يقيد وفي مد: ليلا بقيد التقوى وفي الأصل: يعتدى – مكان: يقيد.
[8349]:ليست في ظ.
[8350]:ليست في ظ.
[8351]:من مد وظ وفي م: أبقيتم، وفي الأصل اتقيتم.
[8352]:زيد من م.
[8353]:قال أبو حيان الأندلسي: أمر بتقوى الله فيدخل فيه اتقاؤه بأن لا يتعدى الإنسان في القصاص إلى ما لا يحل له "واعلموا أن الله مع المتقين" بالنصرة والتمكين والتأييد، رجاء بلفظ 'مع' الدالة على الصحبة والملازمة حضا على الناس بالتقوى دائما إذ من كان الله معه فهو الغالب المنتصر ألا ترى إلى ما جاء في الحديث "أرموا وأنا مع بني فلان" فأمسكوا فقال: "ارموا أنا معكم كلكم" البحر المحيط 2 / 70.
[8354]:من م وظ ومد وفي الأصل: الصلاح.
[8355]:من م ومد وظ، وفي الأصل: الفاضل.
[8356]:في ظ: فالعفو.
[8357]:من م ومد وظ، وفي الأصل: هذا.
[8358]:في ظ: القوى.
[8359]:في مد: بصحته.