نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَلَمۡ تَكُنۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} (105)

ولما جرت العادة بأن المعذب بالفعل يضم إليه القيل ، أجيب من قد يسأل عن ذلك بقوله : { ألم } أي يقال لهم في تأنيبهم وتوبيخهم : ألم { تكن آياتي } التي انتهى عظمها إلى أعلى المراتب بإضافتها إليّ . ولما كان مجرد ذكرها كافياً في الإيمان ، نبه على ذلك بالبناء للمفعول : { تتلى عليكم } أي تتابع لكم قراءتها في الدنيا شيئاً فشيئاً . ولما كانت سبباً للإيمان فجعلوها سبباً للكفران ، قال : { فكنتم } أي كوناً أنتم عريقون فيه { بها تكذبون* } وقدم الظرف للإعلام بمبالغتهم في التكذيب ؛