نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

ولما أثبت لهم الإيمان الخالص ، نفى عنهم العجب بقوله : { والذين يؤتون ما آتوا } أي يعطون ما أعطوا من الطاعات ، وكذا قراءة يحيى بن الحارث وغيره : يأتون ما أتوا ، أي يفعلون ما فعلوا من أعمال البر لتتفق القراءتان في الإخبار عنهم بالسبق ؛ ثم ذكر حالهم فقال : { وقلوبهم وجلة } أي شديدة الخوف ، قد ولج في دواخلها وجال في كل جزء منها لأنهم عالمون بأنهم لا يقدرون الله حق قدره وإن اجتهدوا ، ثم علل ذلك بقوله : { أنهم إلى ربهم } أي الذي طال إحسانه إليهم { راجعون* } بالبعث فيحاسبهم على النقير والقطمير ، ويجزيهم بكل قليل و كثير وهو النافذ البصير ، قال الحسن البصري : إن المؤمن جمع إيماناً وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمناً .