نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{۞وَلَوۡ رَحِمۡنَٰهُمۡ وَكَشَفۡنَا مَا بِهِم مِّن ضُرّٖ لَّلَجُّواْ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (75)

ولما وصفوا بالميل ، وكان ربما قال قائل : إن جؤارهم المذكور آنفاً سلوك في الصراط ، بين أنه لا اعتداد به لعروضه فقال : { ولو رحمناهم } أي عاملناهم معاملة المرحوم في إزالة ضرره وهو معنى { وكشفنا } أي بما لنا من العظمة { ما بهم من ضر } وهو الذي عرض جؤارهم بسببه { لَلَجّوا } أي تمادوا تمادياً عظيماً { في ظغيانهم } الذي كانوا عليه قبل الجؤار وهو إفراطهم في منابذة الحق والاستقامة { يعمهون* } أي يفعلون من التحير والتردد فعل من لا بصيرة له في السير المنحرف عن القصد ، والجائر عن الاستقامة ، قال ابن كثير : فهذا من باب علمه بما لا يكون لو كان كيف كان يكون ، قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : كل ما فيه " لو " فهو مما لا يكون أبداً .