نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَدۡ كَانَتۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ تَنكِصُونَ} (66)

ثم علل عدم نصره لهم بقوله : { قد كانت آياتي } .

ولما كانت عظمتها التي استحقت بها الإضافة إليه تكفي في الحث على الإيمان بمجرد سماعها ، بنى للمفعول قوله : { تتلى عليكم } أي وهي أجلى الأشياء ، من أوليائي وهم الهداة النصحاء { فكنتم } أي كوناً هو كالجبلة { على أعقابكم } عند تلاوتها { تنكصون* } أي ترجعون القهقرى إما حساً أو معنى ، والماشي كذلك لا ينظر ما وراءه ، ومضارعه فيه مع الكسر الضم ولم يقرأ به ولو شاذاً ، دلالة على أنه رجوع كبر وبطر فهو بالهوينا ، ولو قرىء بالضم لدل على القوة فأفهم النفرة والهرب ، قال في القاموس : نكص على عقبيه ينكص وينكص : رجع عما كان عليه من خير ، وفي الشر قليل ، وعن الأمر نكصاً ونكوصاً ونكاصاً .