لما{[58446]} بنيت الجاثية على النظر في آيات الخافقين خطاباً لأهل الإيمان استدلالاً على يوم الفصل المدلول عليه {[58447]}في الدخان{[58448]} بآية{ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين }[ الأنبياء : 16 ] والتي بعدها ، فأنتجت العلم بأن الكبرياء لخالقهما بما يشاهد من قهره للملوك فمن سواهم بالموت وما دونه من غير مبالاة بأحد{[58449]} وبينت - بما{[58450]} أفهمه الملك والكبرياء والحكمة لأن عادة من كان بهذا الوصف ألا يكون كلامه-{[58451]} إلا بحسب الحاجة - أن الكتاب منزل نجوماً لبيان ما {[58452]}يحاولون به{[58453]} مدحض لحجتهم{[58454]} هادم{[58455]} لعزتهم بحكمته وعزته ، فثبت الحشر وحق النشر{[58456]} ، وختم بصفتي{[58457]} العزة والحكمة ، ذكر بما ثبت{[58458]} من ذلك كله{[58459]} تأكيداً لأمر البعث وتحقيقاً لليوم الآخر على وجه مبين{[58460]} أن الخلق كله آيات وحكم واعتبارات لأنه أثبت أنه كله حق ، ونفى عنه كل باطل ، فقال خطاباً لأهل الأوثان من سائر الأديان الصابية والمجوس وغيرهم الذين افتتحت{[58461]} السورة بهم وختمت بالفسق الجامع لهم الموجب لكفرهم : { تنزيل الكتاب } أي {[58462]}الجامع لجميع{[58463]} الخيرات بالتدريج على حسب المصالح { من الله } أي الجبار المتكبر المختص بصفات الكمال{[58464]} الذي هو{[58465]} الحمد بما دلت عليه ربوبيته ، وختم بقوله : { العزيز الحكيم * } تقريراً لأنه{[58466]} لم يضع شيئاً إلا في أوفق محاله ، وأنه الخالق للشر كما أنه الخالق-{[58467]} للخير ولجميع الأفعال{[58468]} وأنه يعز أولياءه ويذل أعداءه ويحكم أمر دينه فيظهره على الدين كله من غير أن يقدر أحد على معارضته في شيء منه فصارت آية{[58469]} الجاثية مقدمة لهذه وهذه نتيجة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.